حمص؛ في حين استمد بعض معلوماته مما حكاه له مباشرة رجال مسئولون ممن يحتلون مكانة خاصة في العصر الأيوبى مثل كاتب الإنشاء بهاء الدين زهير والأمير حسام الدين أبى على الهذبانى. هذا فضلا عن كبار القضاة والعلماء المعاصرين الذين جالسهم ابن واصل ورووا له كثيرا من الأحداث مثل القاضى شهاب الدين ابن أبى الدم الحموى والقاضى كمال الدين بن العديم.
وهكذا تهيأت لابن واصل في تلك المرحلة كافة أسباب النجاح لكتابة تاريخ محكم البنيان صادق الرواية، جمع بين الدقة في رواية أحداث الفترة التي تعرض لها بالعلاج، وبين العناية بذكر الكثير عن مشاهير المعاصرين من سلاطين وملوك وأمراء وعلماء وشعراء وغيرهم.
أما عن الخطة التي اتبعها المحقق الدكتور حسنين محمد ربيع في تحقيق هذا الجزء فهى تتفق مع الإطار العام الذى رسمناه معا لإتمام كتاب مفرج الكروب والذى يسير في نفس الاتجاه الذى سبق أن حدده المرحوم الأستاذ الدكتور جمال الدين الشيال، محقق الأجزاء الثلاثة الأولى من هذا الكتاب. هذا مع ملاحظة أن تحقيق الجزء الرابع الذى ينتهى بسنة ٦٢٨ هـ، اعتمد في المقام الأول على كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، وهو المصدر الذى استقى منه ابن واصل وأخذ عنه الكثير، حيث أن ابن واصل لم يع أحداث ذلك الدور. وقد اخترنا أن ننهى الجزء الرابع من كتاب مفرج الكروب بحوادث سنة ٦٢٨ هـ وهى نفس السنة التي انتهى بها كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير.
أما الجزء الخامس من كتاب مفرج الكروب، وهو الجزء الذى نقدمه اليوم للباحثين، فإن ابن واصل اعتمد فيما سرده فيه من معلومات على ما شاهده بنفسه