للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخاف أيضا أن تسلمه الرعية (١) إلى الملك الكامل فيقع في يده بغير عقد ولا عهد (٢)، فلذلك سارع إلى التسليم، فبادر إلى الخروج إلى خدمة الملك الكامل، وسلم آمد وبلادها إليه. وهى مملكة عظيمة، ومن جملة معاقلها حصن (٣) كيفا الذى هو في غاية الوثاقة والحصانة. فأحسن الملك الكامل إليه ووعده بإقطاع جليل (٤) في الديار المصرية. ولما رجع معه إلى مصر وفّى له بما وعده، وأقام عنده مدة، ثم بدت منه أشياء ردية فاعتقله. ولم يزل معتقلا إلى أن مات السلطان الملك الكامل فأخرجه ابنه الملك العادل، فورد إلى حماة فأقام بها عند الملك المظفر [تقى الدين محمود (٥)] أياما، ثم سافر إلى الشرق فاتصل بالتتر (٦) فقتلوه. وهذا عاقبة البغى والفساد.

[وكنت مقيما بالكرك في هذه السنة في خدمة الملك الناصر، وسافر معه والدى - رحمه الله - لما سافر في صحبة السلطان الملك الكامل. فلما وصل الملك الكامل إلى سلمية، ونزل بها استأذن والدى الملك الناصر في الدخول إلى بلده فأذن له، فدخل إلى حماة وعرضت له حمى حادة وأعقبها دوسنطاريا فتوفى لعشر بقين من ذى القعدة وعمره ثمان وخمسون سنة، فإنه أخبرنى أن مولده سنة إحدى وسبعين وخمسمائة (٧)].


(١) في نسخة س «وخاف أيضا من تسليم الرعية البلد» والصيغة المثبتة من م.
(٢) في نسخة س «بغير ولاية عهد» والصيغة المثبتة من م.
(٣) حصن كيفا بلدة وقلعة عظيمة كانت مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر من ديار بكر، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٤) في نسخة س «جليلة» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(٥) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٦) في نسخة س «بالبيرة» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(٧) ورد ما بين الحاصرتين في غير موضعه ومختصرا في نسخة س ورقة ٢٧٨ ب، والصيغة المثبتة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>