للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعظيم العظيم (١). [١٧٥ ا] وكثرت عند فخر الدين الأموال العظيمة، والمماليك الكثيرة، والخيل المسوّمة، وفى خدمته من علماء العجم من لا يحصى (٢) كثرة، ويرى هو في نفسه ضد ذلك من قلة التعظيم له، وعدم الاحتفال به، وقلة ما يتناوله من العلوم. فكان ذلك مما أظن سبب وقيعته فيه.

وكتب إلى سيف الدين - وهو بحماة - الملك المسعود صاحب آمد يطلبه ليوليه قضاء بلاده. وبلغ ذلك الملك المنصور [بن تقى الدين (٣)] فعظم عليه ذلك، ولم يؤثر فراقه. وبعث إليه الربعة وشاهدين عدلين استحلفاه بالمصحف والطلاق والأيمان المغلظة أن لا (٤) يفارق حماة إلا بإذنه فحلف له.

ثم في سنة سبع عشرة وستمائة، قبل وفاة الملك المنصور بأشهر، كتب الملك المعظم صاحب دمشق إلى سيف الدين [الآمدى (٥)] يستدعيه ليكون عنده بدمشق، ووعده الوعود الجميلة، فهرب إليه فولاه الملك المعظم تدريس المدرسة العزيزية (٦)،


(١) في نسخة س «التعظيم الكثير» والصيغة المثبتة من م.
(٢) في نسخة س «ما لا يحصى»، والصيغة المثبتة من م.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٤) في نسخة س «أنه» والصيغة المثبتة من م.
(٥) ما بين الحاصرتين للتوضيح والسطور التالية مضطربة في نسخة س.
(٦) كانت هذه المدرسة شرقى التربة الصلاحية وغربى التربة الأشرفية وشمالى دار الحديث الفاضلية بدمشق. أمر بتشيبدها الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين سنة ٥٩٢ هـ‍. وقيل أن أول من أسسها الملك الأفضل بن صلاح الدين وأتمها الملك العزيز عثمان. وقام بالتدريس بها جماعة من المشهورين مثل سيف الدين الآمدى، وبهاء الدين بن الزكى وغيرهما؛ انظر: ابن كثير، البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢؛ النعيمى، الدارس في تاريخ المدارس، ج ١، ص ٣٨٢ - ٣٩٨؛ محمد كرد على، كتاب خطط الشام، ج ٦، ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>