للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنزله في دار بدرب عزيزة (١)، وأحسن إليه إلا أنه كان يظن أن الملك المعظم يفعل في حقه من الإحسان أضعاف ما وقع منه.

وبلغنى أن سبب تقصير الملك المعظم في حقه أن شرف الدين بن عنين (٢) كان من المتعصبين (٣) لفخر الدين الرازى، ولفخر الدين إحسان إليه عظيم - على ما سنذكر إن شاء الله تعالى، وأن شرف الدين [بن عنين (٤)] اجتمع بسيف الدين [على (٥)] فسمعه يغض من قدر فخر الدين (٦) [بن خطيب الرازى (٧)]، ويكثر الوقيعة فيه. فغاظه ذلك، ووقع فيه عند الملك المعظم، وصغر منزلته عنده، إلا أنه مع هذا كان يحضره الملك المعظم ليالى الجمع مع علماء دمشق، ويسمع بحثه ومجادلته (٨).

وكان سيف الدين [على الآمدى (٩)] بليغا إلى الغاية حسن العبارة، إذا أخذ في الاحتجاج والمناظرة لا يقدر أحد على مجاراته (١٠).


(١) في نسخة م «بدرب غريرة» والصيغة المثبتة من س.
(٢) شرف الدين بن عنين هو شرف الدين أبو المحاسن محمد بن نصر المشهور بابن عنين الأنصارى الدمشقى المتوفى سنة ٦٣٠ هـ‍، وله ديوان مطبوع، انظر ما سبق ابن واصل، ج ٤ ص ١٠٠ - ١٠١، ١٧٣، ٢١٤ - ٢١٦، ٢٢٠، ٢٢٢، ٢٩١ وانظر ما يلى ص ٤١ وما بعدها.
(٣) في نسخة س «من المحبين» والصيغة المثبتة من م.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٦) في نسخة س «فسمعه سيف الدين شىء من نقص قدر فخر الدين»، والصيغة المثبتة من م.
(٧) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٨) في نسخة س «ومحاوراته» والصيغة المثبتة من م.
(٩) ما بين الحاصرتين للتوضيح، وورد في نسخه س «سيف الدين على بن خطيب الرى»، وهو تصحيف.
(١٠) في نسخة س «لا يقدر على مجاراته» والصيغة المثبتة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>