للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى لى السلطان الملك الناصر داود - رحمه الله - ونحن في خدمته بالكرك قال: «كان إذا حضر الشيخ سيف الدين عند والدى - رحمه الله - أقصد الحضور لأسمع كلامه، وأتعجب من بلاغته وفصاحته، وحسن احتجاجه واستعلائه على الجماعة في المناظرة». وقلت للملك الناصر: «أي الرجلين عند مولانا السلطان أفضل شمس الدين الخسرو شاهى أم سيف الدين [على الآمدى]؟ (١)».

فقال [١٧٥ ب]: «سبحان الله، كيف تقول هذا، كل هؤلاء عند سيف الدين فراريج للذبح، سيف الدين كان يرى أنه أفضل من أستاذهم فخر الدين فهو لا يعتد بهم».

ولما توفى الملك المعظم - رحمه الله - تقدم سيف الدين عند الملك الناصر التقدم العظيم، ومال إليه بكليته، وأعطاه ثمانية آلاف درهم اشترى بها جوسقا وبستانا. ولازم الملك الناصر مع ملازمة شمس الدين الخسرو شاهى للملك الناصر.

وفى بعض الأيام عقد الملك الناصر مجلسا جمع فيه جماعة الفضلاء الأعيان بدمشق - قبل أن تؤخذ منه - حضر المجلس الشيخ شمس الدين الخسرو شاهى والشيخ سيف الدين [الآمدى (٢)] والشيخ تاج الدين الأرموى وهو من الأكابر المصنفين الفضلاء، والقاضى شمس الدين الخويى (٣) قاضى دمشق، وكان جامعا لفنون


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٣) في نسخة س «الحويى» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة م، وهو قاضى القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل الخويى نسبة إلى خوى وهى بلد مشهور من أعمال أذربيجان، أنظر ما سبق ابن واصل، ج ٤ ص ١٧٣؛ السبكى، طبقات الشافعية، ج ٥ ص ٨؛ المقريزى، السلوك، ج ١ ص ٢٧٣؛ ياقوت، معجم البلدان؛ وعن ترجمة ابنه قاضى القضاة محمد بن أحمد الخويى انظر، الكتبى، فوات الوفيات، ج ٢، ص ٣٦٨ - ٣٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>