للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف لا تغتال جنّة ... وقد رأى خسة أربابه

القرد في شبّاكه حاكم ... والكلب في قبلة محرابه (١)

فتمم بذلك الوقيعة في القاضى والخطيب المذكورين (٢).

وله في هذا الباب شىء كثير أربى فيه على ابن منير (٣) بل على ابن الرومى (٤).

وكان مجيدا في عمل الألغاز وحلها. كتب إليه بعض الأدباء (٥) لغزا في الزّر والعروة (٦):

وما أنثى وينكحها أخوها ... بعقد وهو حل مستباح

رآه معشر منا حلالا (٧) ... وفى أعناقهم ذاك النكاح


(١) وردت الأبيات الثلاثة الأخيرة في ديوان ابن عنين، ص ١٤٣ برواية أخرى: جن فمن خوف عليه غدا مسلسلا من كل أبوابه وكيف لا تعتاده جنة وقد رأى المسخ لأربابه القرد في شباكه حاكم والتيس في قبة محرابه والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٢) وردت هذه الجملة في المخطوطة قبل البيتين الأخيرين.
(٣) هو الشاعر المشهور أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسى الملقب مهذب الدين عين الزمان. ذكر ابن خلكان أنه كان رافضيا كثير الهجاء خبيث اللسان، وأنه لما كثر منه ذلك سجنه بورى بن أتابك طغتكين صاحب دمشق مدة وعزم على قطع لسانه ثم شفعوا فيه فنفاه، وتوفى سنة ٥٤٨ أو سنة ٥٤٧ هـ‍، انظر ابن خلكان، وفيات، ج ١ ص ٤٩ - ٥١.
(٤) هو الشاعر الكبير المشهور على بن العباس بن جريج الرومى المتوفى سنة ٢٨٣ هـ‍ - ٨٩٦ م، يقال أنه ما مدح أحدا من رئيس أو مرؤوس إلا عاد إليه وهجاه، انظر الخطيب البغدادى، تاريخ بغداد، ج ١٢، ص ٢٣ - ٢٦.
(٥) كلمة «الأدباء» مكتوبة في الهامش.
(٦) الزر هو الذى يوضع في القميص والعروة هى التي تجعل الحبة فيها، انظر، ابن منظور، لسان العرب، ج ٥، س ٤٠٩.
(٧) في ديوان ابن عنين، ص ١٧٠ «مباحا» والصيغة المثبتة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>