للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلع شيئا من ثيابه وسيّر (١) إلى الجماعة بكرة شيئا من الأنعام. ولم يكن له لذة سوى السماع، فإنه لم يكن يتعاطى شرب المسكر (٢)، ولا يمكّن أحدا من إدخاله إلى البلد.

وبنى للصوفية خانقاتين، فيهما خلق كثير من المقيمين والواردين. ويجتمع في أيام المواسم فيهما خلق كثير يفوت الأحصاء. ورتّب لهما أوقافا كثيرة تقوم بجميع ما يحتاج إليه ذلك الخلق العظيم. ولا بد عند سفر كل واحد من صوفية الخانقاتين من نفقة يأخذها. وكان ينزل بنفسه إليهم، يعمل عندهم السماعات في كثير من الأوقات.

وكان يسيّر في كل سنة دفعتين من أمنائه (٣) جماعة إلى ساحل الشام ومعهم جملة كثيرة من المال لا ستفكاك أسرى المسلمين من الكفار. وإذا وصلت إليه الأسرى أعطى كل واحد منهم شيئا، ومن لم يصل منهم أعطاه الأمناء شيئا بوصيته إليهم بذلك.

وكان يقيم في كل سنة سبيلا للحاج، ويسير مع السبيل جميع ما تدعو حاجة المسافر إليه في الطريق، ويسير صحبته أمينا [معه (٤)] خمسة أو ستة آلاف دينار (٥) لينفق بالحرمين على المحاويج وأرباب الرواتب. وله بمكة - حرسها الله تعالى -[١٨٠ ا] آثار جميلة، وبعضها باق إلى الآن. وهو أول من أجرى الماء إلى جبل عرفات


(١) في المتن «ويسير»، والصيغة المثبتة من ابن خلكان (نفس الجزء والصفحة).
(٢) في ابن خلكان «المنكر»، والصيغة المثبتة من المخطوطة.
(٣) في المتن «أمرائه»، والصيغة المثبتة من ابن خلكان، ج ١، ص ٤٣٦.
(٤) ما بين الحاصرتين مذكورة في هامش المتن.
(٥) في المخطوطة «خمسة آلاف ستة آلاف دينار» والصيغة المثبتة من ابن خلكان (وفيات، ج ١، ص ٤٣٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>