للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجتمع به الأعيان والأكابر وطائفة كبيرة من بياض البلد. وينصب كرسى الوعظ، وقد نصب لمظفر الدين برج خشب له شبابيك إلى الموضع الذى فيه الناس وكرسى الوعظ، وشبابيك أخر للبرج أيضا إلى الميدان، وهو ميدان كبير في غاية الاتساع. ويجتمع فيه الجند، ويعرضهم ذلك النهار، وهو تارة ينظر إلى عرض الجند، وتارة ينظر إلى مجلس الوعظ. ولا يزال كذلك حتى يفرغ الجند من عرضهم. وعند ذلك يقدم السماط في الميدان للصعاليك، ويكون سماطا عاما عظيما (١). ويمد سماط آخر في الخانقاه للمجتمعين عند كرسى الوعظ. وفى مدة العرض ووعظ الوعاظ يطلب واحد واحد من (٢) الأعيان والرؤساء والوافدين لأجل هذا الموسم، ممن قدمنا ذكره من الفقهاء والوعاظ والقراء والشعراء، فيخلع على كل واحد منهم ويعاد إلى مكانه. فإذا تكامل ذلك كله حضروا السماط، وحمل من يعتاد الحمل إلى داره. (٣) ولا يزالون كذلك إلى العصر أو بعدها. ويبيت تلك الليلة هناك، ويعمل السماعات إلى بكرة، هكذا يعمل في كل سنة. وإذا فرغ هذا الموسم تجهزوا للانصراف إلى بلدانهم (٤)، فيدفع إلى كل شخص شىء من النفقة.

وممن وفد إليه من العلماء الشيخ الحافظ أبو الخطاب عمر بن الحسن المعروف بابن دحية المحدث (٥) - وسيأتى ذكره فيما يأتى إن شاء الله تعالى - فأكرمه إكراما


(١) كذا في المخطوطة وفى ابن خلكان (ج ١، ص ٤٣٧) «ويكون سماطا عاما فيه من الطعام والخبز شىء كثير لا يحد ولا يوصف».
(٢) كذا في المخطوطة وفى ابن خلكان «يطلب واحدا واحدا».
(٣) أي حملوا من طعام السماط وفى ابن خلكان (وفيات، ج ١، ص ٤٣٧) «وحملوا منه لمن يقع التعيين على الحمل إلى داره» والصيغة المثبتة من المخطوطة.
(٤) كذا في المتن وفى ابن خلكان «تجهز كل انسان للعود إلى بلده».
(٥) انظر ما سبق ص ٥٢ حاشية ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>