للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتصيد، ثم يرجع إلى القلعة بعد الظهر (١)، هكذا يفعل في كل يوم إلى ليلة المولد (٢).

وكان يعمله سنة في ثامن الشهر، وسنة في ثانى عشره، لأجل الخلاف الذى وقع فيه. فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئا عظيما يجل عن الوصف، وزفّها بجميع ما عنده من الطبول والمغانى، حتى يؤتى بها إلى الميدان، ثم يشرع في نحرها وتنصب القدور، ويطبخ الطباخون الألوان المختلفة.

وإذا كانت ليلة المولد (٣) عملت السماعات بعد أن يصلى المغرب في القلعة، [١٨٠ ب] ثم ينزل وبين يديه من الشموع المشتعلة (٤) شىء كثير، وفى جملتها شمعتان أو أكثر (٥).

قال [ابن خلكان (٦)]: أشك في ذلك من الشموع الموكبية (٧) التي تحمل كل واحدة منها على بغل، ومن ورائها رجل يسندها، وهى مربوطة على ظهر البغل حتى ينتهى إلى الخانقاة. فإذا كان صبيحة ليلة المولد أنزل الخلع من القلعة [إلى الخانقاة (٨)] على أيدى الصوفية، على يد كل شخص منهم بقجه، وهم متتابعون كل واحد وراء الآخر، فينزل من ذلك شىء كثير لا يحصى عدده. ثم ينزل مظفر الدين إلى الخانقاة،


(١) كذا في المخطوطة، وفى ابن خلكان (نفس الجزء والصفحة) «قبل الظهر».
(٢) في المخطوطة «ليلة الميلاد»، والصيغة المثبتة من ابن خلكان.
(٣) في المخطوطة «ليلة الميلاد»، والصيغة المثبتة من ابن خلكان.
(٤) في المخطوطة «المشعلة» والصيغة المثبتة من ابن خلكان (ج ١، ص ٤٣٧).
(٥) كذا في المخطوطة، وفى ابن خلكان «شمعتان أو أربع».
(٦) ما بين الحاصرتين للتوضيح، انظر ابن خلكان (ج ١، ص ٤٣٧).
(٧) ذكر المقريزى (الخطط، ج ٢، ص ٩٦) عند حديثه عن سوق الشماعين بالقاهرة أن الواحدة من الشموع الموكبية كانت تزن عشرة أرطال، ومن الشمع ما كان يحمل على العجل ويبلغ وزن الواحدة منها قنطار.
(٨) ما بين الحاصرتين للتوضيح من ابن خلكان (ج ١ ص ٤٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>