للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت شيزر إقطاعا له في الأيام النورية وأقره عليها (١)، فبقيت في يده. وزاده الملك الناصر حصن بوقبيس (٢) بعد قتل صاحبه ناصح الدين خمارتكين. ولم يزل هذا الإقطاع في يده إلى أن مات بعد موت (٣) الملك الناصر صلاح الدين، وصار بعده لولده عز الدين (٤) مسعود واستمر في يده، وكان مضافا إلى الملك الظاهر صاحب حلب.

ثم مات عز الدين فصار الإقطاع المذكور إلى ولده شهاب الدين يوسف، واستمر على الإضافة إلى مملكة حلب.

فلما كانت هذه السنة - أعنى سنة ثلاثين وستمائة - خرج الملك العزيز [ابن الملك الظاهر (٥)] صاحب حلب لرمى البندق (٦) في العمق وحارم (٧)، ثم توجه إلى دركوش ثم إلى أفاميه (٨)، فلم يحتفل به شهاب الدين [يوسف بن عز الدين مسعود ابن الداية (٩)] صاحب شيزر، وسير أقامة يسيرة وهى شىء قليل من الشعير على حمير سخرها من بلد شيزر، فغضب من ذلك الملك العزيز [وبقى في قلبه منه (١٠)].


(١) في نسخة س «فأقر إقطاعه عليه» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٢) في نسخة س «أبو قبيس» والصيغة المثبتة من م وكلاهما صحيح، وأبو قبيس حصن في مقابلة شيزر، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٣) في نسخة س «وفاة» والصيغة المثبتة من م.
(٤) في نسخة م «لعز الدين» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٦) عن رمى البندق، انظر ما سبق ابن واصل ج ٤، ص ١٦٤ حاشية ١.
(٧) في نسخة س «لرمى البندق إلى حارم» والصيغة المثبتة من نسخة م، والعمق كورة من نواحى حلب وحارم حصن حصين وكورة تجاه أنطاكية من أعمال حلب، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٨) دركوش حصن قرب أنطاكية، وأفاميه مدينة حصينة من سواحل الشام وكانت كورة من كور حمص، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٩) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(١٠) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م، وعقب ابن العديم (زيدة الحلب، ج ٣ ص ٢١٤) على الحادث بقوله «فشقّ عليه ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>