للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما دخل إلى حلب سير الأمير سيف الدين على بن قلج إلى خاله السلطان الملك الكامل، يستأذنه في حصار شيزر وأخذها من شهاب الدين (١). وكان السلطان الملك الكامل بدمشق فقرر [سيف الدين (٢)] مع السلطان [الملك الكامل (٣)] الأمر على ما يختاره الملك العزيز. فسير سيف الدين إلى الملك العزيز يعلمه بذلك، فحينئذ أخرج الملك العزيز عسكر حلب والزردخاناه (٤)، وسار إلى شيزر بعد أن وصل إليه سيف الدين بن قلج [١٨٢ ب]، ونصب عليها المجانيق (٥) من جهة الجبل وهو شرقيها، ونصب المنجنيق المغربى (٦) قبالة بابها. وأرسل السلطان الملك الكامل إلى الملك العزيز نجابين، ومعهما خمسة آلاف دينار مصرية، ليستخدم بها رجالة، يستعين بهم على الحصار.

[وقدم نجدة للملك العزيز ابن خالته الملك المظفر صاحب حماة ومساعدا ومعاضدا.

واحتيط على ما في رستاق شيزر من المغلات (٧)]. وسير الملك العزيز إلى شهاب الدين صاحب شيزر يقول له: «والله لئن قتل واحد من أصحابى لأشنقنك بدله، فتقدم شهاب الدين إلى الجرخيه (٨) الذين بالقلعة أن لا يرمى أحد منهم بسهم، وأسقط


(١) في نسخة م «منه» والصيغة المثبتة من س.
(٢) ما بين الحاصرتين للتوضيح، انظر ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢١٤.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٤) عن الزردخاناه أي خزانة السلاح، انظر ما سبق ابن واصل، ج ٢ ص ٣٥٧ حاشية ٤.
(٥) في نسخة س «المناجنيق» والصيغة المثبتة من م.
(٦) في نسخة س «الغربى»، والصيغة المثبتة من نسخة م ومن ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢١٥.
(٧) ورد ما بين الحاصرتين مختصرا في نسخة س والصيغة المثبتة من م.
(٨) جمع جرخى أي رامى الجرخ وهى آلة حربية كانت تستعمل لرمى السهام والنفوط والحجارة، انظر: محيط المحيط؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ١٠٠٣ حاشية ١؛ Dozy : Supp. Dict. Ar, Vol. I, P. ١٨٢. .

<<  <  ج: ص:  >  >>