للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في يده (١)، وخاف خوفا شديدا. وأرسل إلى الملك العزيز يبذل له تسليمها وتسليم بوقبيس (٢)، على أن يبقى عليه أمواله التي بشيزر، ويحلف له على أملاكه التي بحلب.

[فامتنع أن يجيبه إلى ذلك إلا بشرط أن يقرر عليه جملة كثيرة من المال، حكى لى أنها مائة ألف دينار، فنزل إلى خدمته ونادمه. وكان شهاب الدين - على ما حكى لى - يعانى اللعب بالجغانة (٣)، فأمره الملك العزيز أن يلعب بها بين يديه ففعل، فأطلق له الملك العزيز ما كان ألزمه أياه من المال، وأذن له في حمل أمواله معه إلى حلب وأبقاها جميعها عليه، ووفى له بأبقاء أملاكه بحلب عليه.

وصعد الملك العزيز إلى قلعة شيزر وأقام بها ثم رحل إلى حلب (٤)].

ولما فتحت شيزر هنأ شهاب الدين يحيى بن موفق الدين خالد بن القيسرانى (٥) - كاتب الأنشاء - الملك العزيز بفتح شيزر بقوله (٦):

يا مالكا عم أهل الأرض نائله ... وخص أحسانه الدانى مع القاصى

لما رأت شيزر رايات نصرك في ... أرجائها ألقت العاصى إلى العاصى


(١) في نسخة س «وقد سقط في يده» والصيغة المثبتة من م، انظر أيضا ابن العديم، ج ٣، ص ٢١٥.
(٢) في نسخة س «أبو قبيس»، والصيغة المثبتة من م وكلاهما صحيح.
(٣) الجغانة اسم آلة موسيقية، انظر Dozy, Supp. Dict. Ar, I, P.١٩٩.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة م وورد بدلها في نسخة س «فأجابه إلى ذلك. ونزل شهاب الدين من شيزر إلى خدمة الملك العزيز، ووفى له الملك العزيز بما شرطه عليه، وصعد إلى القلعة فأقام بها أياما، ثم رحل إلى حلب ومعه شهاب الدين فأقام بحلب إلى أن مات».
(٥) والده هو الوزير موفق الدين خالد بن محمد القيسرانى خال السلطان نور الدين محمود، أرسله نور الدين سنة ٥٦٨ هـ‍ إلى مصر بعد أن كثرت الإشاعات بخروج صلاح الدين على الدولة النورية لعمل حساب البلاد المصرية وكشف أحوالها واختبار طاعة صلاح الدين؛ انظر المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٥١ - ٥٢، ٥٤؛ حسنين ربيع، النظم المالية، ص ٦٠.
(٦) في نسخة س «ولما فتحت شيزر هنأ شهاب الدين صاحب ديوان انشائه يحيى بن موفق الدين خالد بن القيسرانى الملك العزيز صاحب حلب بقوله» والصيغة المثبتة من نسخة م.

<<  <  ج: ص:  >  >>