للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأذعن حينئذ الملك الناصر إلى التسليم فسلمها إليه، ونزل إلى خدمته، واجتمع به، فطلب الملك المظفر منه أن يقيم عنده ويعطيه [من الأقطاع (١)] ما يقوم به، فامتنع [من ذلك (٢)] وسار إلى الديار المصرية، فبذل له خاله السلطان الملك الكامل خبزا بالديار المصرية يقوم بمائتى فارس (٣)، وأن يسلم إليه أملاك والده بمصر والغور.

فحكى لى (٤) أنه نزل إليه فلك الدين المسيرى (٥) من عند السلطان وعرض عليه ما قال السلطان فغضب وقال: «لا والله، لا أرضى إلا بعود بلادى إلىّ»، وأراد عليها شيئا آخر. فرجع فلك الدين بهذا الجواب إلى السلطان، فعلم السلطان أنه قد اختل واضطرب مزاجه، فاعتقله بقلعة الجبل. ولم يزل معتقلا إلى أن مات سنة خمس وثلاثين وستمائة قبل موت السلطان الملك الكامل بأيام. ودفن في تربة الملك المعظم شمس الدولة فخر الدين تور انشاه بن أيوب - رحمه الله - خارج باب النصر. وورد كتاب السلطان الملك الكامل إلى الملك المظفر يخبره بموت أخيه، ويعزيه به، وفى الكتاب أنه ملك تسعا واعتقل تسعا (٥).


(١) ما بين الحاصرتين من نسخه س وساقط من م.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخه س وساقط من م.
(٣) في نسخة س «خبز مائتى فارس»، والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٤) ورد هذا الخبر مختصرا في نسخة س، والصيغة المثبتة من م.
(٥) في نسخة م «فلك الدين السرى» بدون تنقيط ولم يرد الإسم في نسخة س، ولعل الصيغة المثبتة هى الصحيحة، إذ المعروف أن فلك الدين عبد الرحمن المسيرى كان من كبار موظفى السلطان الكامل وتولى منصب الوزارة زمن السلطان العادل الثانى بن الكامل؛ انظر: المقريزى، الخطط، ج ٢ ص ٥١؛ السلوك، ج ١ ص ٢٧٤، وحاشية ١؛ ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>