للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما (١) ملك الملك المظفر بعرين، مدحه الشيخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد (٢) وهنّاه بما تيسر له من هذا الفتح بقصيدة مطلعها:

يوم نصرت به العلياء والجودا ... وساعة غادرت صيدا لك الصيدا

وموقف سؤت كل الحاسدين به ... كما سررت به عدلا وتوحيدا

أنطقت بالفتح أعواد الوشيج وما ... أحللت (٣) من ذكره من منبر عودا

لولاك ما شدّ أزر المسلمين كما ... بنيان عزّهم لولاك ما شيدا

بادرت «بارين (٤)» إذ بارت رعيتها ... جهدا وغودر عنها الأمن مطرودا

واستبطأت منك وعدا لا تخاف له ... خلفا فأنجزتها تلك (٥) المواعيدا

بكرت مفترعا بالسيف عذرتها ... من دون كل الورى حيّا ومولودا

لم تطلع الشمس قيد الرمح (٦) ضاحية ... حتى غدا إرثك الممنوع مردودا

ولا انقضى يومها حتى دلفت لها ... مصرفا أمرها: عزلا وتقليدا

فأصبحت كحماة في حمى ملك ... بالعدل يجمع فيها الشاء والسيدا (٧)


(١) وردت الجملة التالية في صيغة مختلفة في نسخة س، والصيغة المثبتة من م.
(٢) هو العلامة الأديب الشاعر شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد الحموى المعروف بابن قاضى حماه. ولد في دمشق سنة ٥٨٦ هـ‍، وتعلم على شيوخ عصره وبرع في العلم والأدب، وسكن حماه. وكان صدرا كبيرا نبيلا فصيحا، جيد الشعر وله في لزوم ما لا يلزم مجلدا كبيرا، وتوفى سنة ٦٦٢ هـ‍، انظر: أبو المحاسن، المنهل الصافى، ترجمة عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن؛ الكتبى، فوات الوفيات، ج ١، ص ٥٩٨ - ٦٠٧؛ الزركلى، الأعلام، ج ٤ ص ١٥١.
(٣) في نسخة س «وما أحليت» ولعله تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(٤) بارين أي بعرين وهى بليدة بين حمص والساحل، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٥) في نسخة س «منك»؛ والصيغة المثبتة من م.
(٦) في نسخة س «الصبح» والصيغة المثبتة من م وهى أبلغ.
(٧) المقصود بالسيد الذئب، انظر لسان العرب، ج ٤، ص ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>