كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة إحدى وثلاثين وستمائة - ذكر مسير السلطان الملك الكامل من الديار المصرية لقصد الدخول إلى مملكة الروم - ج: 5 - ص: 77

[كيقباذ (١)] قد حفظ طرقاته (٢) بالأجناد والرجال، وهى طرقات صعبة ضيقة جدا، يصعب سلوكها على العساكر. فنزل السلطان الملك الكامل على النهر الأزرق (٣) وهو في أوائل بلد الروم. وجاءت عساكر السلطان علاء الدين حتى نزلوا قبلى مكان يقال له زلّى، بينها (٤) وبين الدربند. وصعدت الرجاله الذين للروم (٥) إلى فم (٦) الدربند بالقرب من نور كغال (٧)، وبنوا عليه (٨) سورا وقاتلوا منه، ومنعوا أن تطلع عساكر الملك الكامل إليهم. وقلت الأفوات في عسكر الملك الكامل جدا (٩).

وانضاف إلى ذلك أنه نمى إلى السلطان الملك الأشرف والملك المجاهد صاحب حمص أن السلطان الملك الكامل ذكر في الباطن أنه إن ملك بلاد الروم نقل الملوك من أهل بيته إليها، وفرقها عليهم، وانفرد [هو (١٠)] بملك الشام مع الديار المصرية. فاستوحشا من ذلك وأطلعا ملوك أهل البيت الأيوبى عليه، فتغيرت (١١) نيات الجميع وتخاذلوا ولم ينصحوا، إلا أن ذلك [لم يعلم عند الجمهور ذلك الوقت وإنما ظهر (١٢)] تأثيره فيما بعد على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

---

(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) في نسخة س «طرقات بلاده» والصيغة المثبتة من م.
(٣) النهر الأزرق، نهر بين بهسنا وحصن منصور كان يجرى في طرف بلاد الروم من جهة حلب، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٤) في نسخة م «بينه» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢١٧.
(٥) في نسخة س «رجالة الروم» والصيغة المثبتة من م.
(٦) في نسخة س «فم» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م ومن ابن العديم، نفس المصدر والجزء والصفحة.
(٧) كذا في نسختى المخطوطة وكذلك في ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢١٧) ولم نهتد إلى موقعها.
(٨) في نسخة س «عليهم» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من نسخة م ومن ابن العديم.
(٩) كلمة «جدا» غير واردة في نسخة س ومثبتة في م.
(١٠) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(١١) في نسخة س «فضعفت» والصيغة المثبتة من م
(١٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س وورد بدلها في م «لم يشتهر وظهر».