كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة ثلاث وثلاثين وستمائة - ذكر توجه الملك الناصر داود بن الملك المعظم [إلى بغداد واعتضاده بالخليفة المستنصر بالله رحمه الله] - ج: 5 - ص: 102

بسبب ذلك عتب من السلطان الملك الكامل (١)؛ فإنهم يعلمون أنه ما ورد عليهم إلا وهو ساخط على عمه مباين له. فعمل الملك الناصر [داود (٢)] قصيدة يعرض فيها بقصده (٣)، ويذكر مهاجرته إلى الأبواب [العزيزة (٤)] العالية مرتكبا متن الخطر مع بعد المسافة، ويعرض فيها بأن مظفر الدين بن زين الدين (٥) وصل من مسافة قريبة وليس هو مثله في أصالته وبيته، وأنه شرف (٦) بهذا الأمر الجليل، ويعرض بأنه أحق من مظفر الدين بذلك. والقصيدة في غاية الحسن، وازن بها (٧) قصيدة أبى تمام التي منها [يقول (٨)]:

لأمر عليهم أن تتم (٩) صدوره ... وليس عليهم أن تتمّ (١٠) عواقبه

والقصيدة هى هذه:

ودان ألمت بالكثيب ذوائبه ... وجنح الدجى وحف (١١) تجول غياهبه

تقهقه في تلك الربوع رعوده ... وتبكى على تلك الطلول سحائبه

---

(١) في نسخة س «وكان مقصود الخليفة أن لا يقع بذلك مراغمة لعمه الملك الكامل» والصيغة المثبتة من م.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) في نسخة س «بمقصده» والصيغة المثبتة من م.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٥) في نسخة س «وتعرض لمظفر الدين» والصيغة المثبتة من م.
(٦) في نسخة س «شرف» والصيغة المثبتة من م.
(٧) في نسخة س «منها» والصيغة المثبتة من م.
(٨) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٩) في نسخة م «نتم» وفى نسخة س «يتم» والصيغة المثبتة من ديوان أبى تمام (شرح وتعليق شاهين عطية)، ص ٤٤.
(١٠) في نسخة س «تنم» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ديوان أبى تمام ص ٤٤.
(١١) الوحف الشعر الأسود، انظر لسان العرب، ج ١١، ص ٢٦٨.