كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة ثلاث وثلاثين وستمائة - ذكر توجه الملك الناصر داود بن الملك المعظم [إلى بغداد واعتضاده بالخليفة المستنصر بالله رحمه الله] - ج: 5 - ص: 107

[فحكى الملك الناصر - رحمه الله -] (١) قال: استدعانى الخليفة بعد شطر من الليل، فدخلت من باب السر إلى إيوان فيه ستر مضروب، فقبلت الأرض بين يديه، فأمرنى بالجلوس فجلست. ثم أخذ الخليفة يحدثنى من خلف الستر ويونسنى (٢).

ثم أمر الخدام فرفعوا الستر، وقمت (٣) فقبلت الأرض ثانيا. وتقدمت فقبلت يد الخليفة [١٩٣ ب] فأمرنى بالجلوس فجلست بين يديه. وجارانى (٤) في أنواع من العلوم وأساليب من الشعر [إلى آخر الليل (٥)]. ثم خرجت من عنده وعدت إلى منزلى في باقية الليلة (٦). ثم حضر الملك الناصر المدرسة المستنصرية التي بناها الخليفة [المستنصر بالله - رحمه الله (٧) -] على شاطئ (٨) دجلة، وسنذكر - إن شاء الله - صفتها عند ذكر (٩) سيرة الإمام المستنصر بالله - رحمه الله. وكان الخليفة في روشن (١٠) ينظر ويسمع كلامهم، وحضر جماعة الفقهاء الذين هم منزلون في المدرسة وغيرهم من الطوائف الأربعة (١١). وبحث الملك الناصر واستدل واعترض وناظر

---

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(٢) في نسخة س «ويوانسنى» والصيغة المثبتة من م.
(٣) في نسخة س «فقمت» والصيغة المثبتة من م.
(٤) في نسخة س «فحارانى» والصيغة المثبتة من م.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٦) في نسخة م «ليلا» والصيغة المثبتة من م.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(٨) في نسخة س «شط» والصيغة المثبتة من م.
(٩) في نسخة س «ذكرنا» والصيغة المثبتة من م.
(١٠) الروشن وجمعها رواشن، هى النافذة أو الكوة للاضاءة، انظر سعيد عاشور، العصر المماليكى ص ٤٢١.
(١١) وردت الجملة السابقة في نسخة س في قليل من التقديم والتأخير ولكن بنفس المعنى، والصيغة المثبتة من م.