للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك خطب طويل، [وأوجب فرط العصبية من الشيخ عز الدين أن كتب إلى الملك الأشرف أن باب السلامة - لما حضر الملك الأفضل والملك الظاهر دمشق، والملك العادل محصور بدمشق - فتحه بعض الحنابلة المحاصرين حتى أوجب ذلك هجومهم إلى البلد. وقصد عز الدين بذلك إيذاء الحنابلة وإغراء الملك الأشرف بهم. ولم يكن هذا حسنا من عز الدين ولا أعجب الملك الأشرف بل غاظه عليه، وكتب في جواب ورقته: يا عز الدين الفتنة نائمة فلعن الله مثيرها] (١)، وأما حديث باب السلامة فالأمر فيه كما قال الشاعر:

وجرم جرّه سفهاء قوم ... فحل بغير جارمه العذاب (٢)

ولما ورد جواب الملك الأشرف بهذا، أقصر عز الدين والجماعة المتعصبون عن الشغب (٣)، وسكنت الفتنة. [ووقفت أنا على خط الملك الأشرف الذى أجاب به عز الدين] (٤).

وكانت له - رحمه الله - صدقات دارّة، ومعروف كثير جدا. وبنى بدمشق دار الحديث النبوى ووقف (٥) عليها وقفا جليلا. وذكر الدرس فيها الشيخ


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة م وورد بدله في نسخة س «حتى كتب عز الدين إلى السلطان الملك الأشرف يقع في الحنابلة وذكر أولاد الناصح الحنبلى، وعرض بأن الناصح الحنبلى كان له مساعدة على فتح باب السلامة لعسكر الملك الأفضل والملك الظاهر لما حاصرا الملك العادل بدمشق. فكتب الملك الأشرف رحمه الله بخطه - قد شاهدت هذا الخط ووقعت عليه - ما صورته: يا عز الدين الفتنة ساكنة فلعن الله مثيرها».
(٢) في نسخة س «جانيه العذاب» وفى نسخة م «جارمه العقاب»، والبيت للمتنبى والصيغة المثبتة من ديوان المتنبى (ط برلين ١٨٦١ م) ص ٥٤٦.
(٣) في نسخة س «عن التعصّب» والصيغة المثبتة من م.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة م وساقط من س.
(٥) في نسخة س «وأوقف» والصيغة المثبتة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>