للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلامة تقى الدين بن الصلاح (١) - رحمه الله - إمام وقته في مذهب الشافعى والحديث النبوى. وهدم الملك الأشرف خانا بالعقيبه (٢) يعرف بخان ابن الزنجيلى (٣) كان تباع فيه الخمور ويعلن فيه بارتكاب الفواحش (٤) فطهره من ذلك، وبنى موضعه جامعا تقام فيه الصلوات الخمس، ويصلى (٥) فيه الجمع، وجاء في غاية الحسن [وسماه جامع التوبة (٦)]، ووقف (٧) عليه وقفا جليلا. وأمر بإقامة الجمع في جامع خارج باب الصغير يقال له مسجد الجراحى (٨).

وحصلت له [٢٠٠ ب] خاتمة صالحة فإنه كان كما اشتهر عنه مغرى باللهو واللذة واستماع الأغانى والأمور الملهية، وبنى القصور الحسنة النزهة في الشرق


(١) هو العلامة تقى الدين عثمان بن عبد الرحمن الكردى الشهرزورى بن الصلاح أحد أئمة المسلمين علما ودينا، ولد سنة ٥٧٧ هـ‍، وسمع الحديث بالموصل وبغداد ونيسابور ومرو وغيرها، وكان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال، اشتغل بالتدريس في دمشق وغيرها، وتوفى سنة ٦٤٣ هـ‍. انظر ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج ١، ص ٣١٢؛ السبكى، طبقات الشافعية، ج ٥، ص ١٣٧ - ١٣٨.
(٢) العقيبة من أحياء دمشق المعروفة اليوم، انظر ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ١٥٠ حاشية ١.
(٣) في نسخة س «بخان الزنجبيلى بالعقيبة» والصيغة المثبتة من نسخة م، وورد الاسم بصيغة «خان الزنجارى» في سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٥٩؛ وابن خلكان، وفيات الأعيان، ج ٢، ص ١٤٠.
(٤) في نسخة س «ويرتكب فيه ويعلن بالفواحش» والصيغة المثبتة من م.
(٥) في نسخة س «وتقام» والصيغة المثبتة من م.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م، وعن جامع التوبة، انظر محمد كرد على، خطط الشام، ج ٦، ص ٦٢.
(٧) في نسخة س «وأوقف» والصيغة المثبتة من م.
(٨) ذكر محمد كرد على (خطط الشام، ٦، ص ٦٢) أن جامع الجراح في باب الصغير عمّره الملك الأشرف موسى سنة ٦٣١ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>