للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودمشق (١) التي لم ير في حسنها ونزاهتها مثلها [في جميع البلاد] (٢). ولما بنى قصره بالنيرب (٣) المعروف بالدهشة والصّفة المعروف بصفة بقراط اللذين من رآهما سبيا عقله وأدهشاه (٤)، [كان يقول: «أنى بعت ممالك المشرق كلها بهذين الموضعين؛ إذ ليس ثمرة الملك إلا الاستمتاع بالملاذ والراحات» (٥)]. فلما وقع - رحمه الله - في مرضه الذى مات به وطالت مدته (٦)، أقبل على الابتهال إلى الله تعالى والاستغفار من ذنوبه وخطياته (٧)، وأكثر من ذكر الله تعالى والالتجاء إليه. ولم يزل هذه حاله إلى أن توفى [إلى رحمة الله تعالى (٨)]، [تائبا من ذنبه مستغفرا لما سلف من ذنوبه (٩)].

وهذه خاتمة حسنة يرجى له بها السعادة في الأخرى مضافا إلى ما كان أعطيه من السعادة في الدنيا.

وكان (١٠) قد فسد ما بينه وبين أخيه الملك الكامل في آخر عمره مع ما كان بينهما من التصافى والاتحاد. ولم يكن السبب في ذلك إلا مانمى إليه من عزم الملك الكامل على الانفراد بملك مصر والشام، وأنه لما فتح آمد وبلادها، وهو عمل عظيم ومملكة واسعة، لم يسمح له منه بشىء إلا ما يجعله عوضا على ما بيده من الشام، فاستوحش خاطره من ذلك، وأيضا فإنه كان بيده البلاد الجزيرية أخذها الملك


(١) في نسخة س «في الشرف بدمشق» وهو تحريف، والصيغة المثبتة من م.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٣) نيرب قرية مشهورة بدمشق، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٤) في نسخة س «وأدهشه وأدهشالبه» والصيغة المثبتة من م.
(٥) ورد ما بين الحاصرتين في نسخة س في قليل من التعديل، والصيغة المثبتة من م.
(٦) في نسخة س «فلما وقع في المرض وطال به» والصيغة المثبتة من م.
(٧) في نسخة س «وخطاياه» وكلاهما بمعنى واحد.
(٨) ما بين الحاصرتين من نسخة م وساقط من س.
(٩) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(١٠) السطور التالية حتى نهاية الفقرة ساقطة من نسخة م ومثبتة في س.

<<  <  ج: ص:  >  >>