كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة خمس وثلاثين وستمائة - ذكر سيرة رحمه الله [تعالى] - ج: 5 - ص: 170

وكانت إليهم (١) مشيخة الخانقاة (٢) الناصرية الصلاحية تجاه دار الوزارة المعروفة بخانقاة سعيد السعداء (٣)، وتدريس المدرسة المجاورة لقبر الإمام الشافعى (٤) - رحمه الله، وتدريس المدرسة المجاوره لضريح رأس الحسين - عليه السلام - بالقاهره.

وكل واحد من هؤلاء تقدم على الجيوش وباشر الحروب (٥). وكانت أمهم إبنة (٦) شهاب الدين بن الشيخ شرف الدين بن أبى عصرون. وذكر أنها أرضعت الملك الكامل؛ فكل هؤلاء إخوته من الرضاعة؛ فهو سبب تقدمهم عنده.

ولم أجد في شىء من التواريخ أن ثلاثة إخوة من الملوك اجتمع لهم من [الشجاعه (٧) و] النجابة والفضائل ما اجتمع في أولاد الملك العادل الثلاثة، [وهم (٨):] الملك الكامل، والملك المعظم، والملك الأشرف. وكان الملك الكامل أخرمهم وأسوسهم، والملك المعظم أشجعهم وأعلمهم، والملك الأشرف أسمحهم وأنداهم كفا، رحمهم الله أجمعين.

---

(١) في نسخة س «لهم»، والصيغة المثبتة من ب.
(٢) في نسخة س «الخانكاة» والصيغة المثبتة من ب.
(٣) هى الخانقاة التي جعلها صلاح الدين يوسف بن أيوب برسم الفقراء الصوفية الواردين من البلاد الشاسعة ووقفها عليهم في سنة ٥٦٩ هـ‍ وولى عليهم شيخا ووقف عليها أوقافا عدة وكان سكان هذه الخانقاة من الصوفية يعرفون بالعلم والصلاح وترجى بركتهم. وولى مشيختها الأكابر والأعيان كأولاد شيخ الشيوخ ابن حمويه وغيرهم، لتفصيل ذلك انظر، المقريزى، الخطط، ج ٢، ص ٤١٥ - ٤١٦؛ حسنين ربيع، النظم المالية في مصر زمن الأيوبيين، ص ٧٤.
(٤) يقصد المدرسة التي شيدها صلاح الدين يوسف بن أيوب بجوار قبة الإمام الشافعى أنظر، المقريزى، الخطط ج ٢ ص ٤٠٠ - ٤٠١.
(٥) في نسخة س «يقوم على الجيوش ويباشر الحروب»، والصيغة المثبتة من ب.
(٦) في نسخة س «وكانت أمهم أم شهاب الدين بن الشيخ شرف الدين بن أبى عصرون» وهو تحريف، والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة ب، انظر، المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٦١؛ المقريزى، الخطط، ج ٢، ص ٣٣ - ٣٤.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.
(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.