كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة خمس وثلاثين وستمائة - ذكر سيرة رحمه الله [تعالى] - ج: 5 - ص: 169

ومما روى له من الشعر وهو حسن:

إذا تحققتم ما عند عبدكم ... من الغرام فهذا القدر يكفيه

أنتم سكنتم بقلبى فهو منزلكم ... وصاحب البيت أدرى بالذى فيه (١)

وبالجملة فكانت سوق الفضائل عنده نافقة، ما قصده أحد من أهل الفضل إلا واعتنى به.

وكان في خدمته القاضى الشريف شمس الدين الأرموى قاضى العسكر، وكان فاضلا في الفقه والأصولين يبحث بحثا حسنا، وكان يذكر الدرس في المدرسة الناصرية الصلاحية التي بسوق الغزل بمصر (٢).

وكان أخص الناس بخدمته أولاد الشيخ صدر الدين بن حمويه (٣) وهم: فخر الدين (٤)، وعماد الدين، ومعين الدين، وكمال الدين. وكان فخر الدين (٥) [٥ - ب] قد خلع العمامة ولبس الشربوش والقباء، ونادم الملك الكامل، وكان فاضلا متأدبا يشارك في كل فن. وكل (٦) من الباقين كان له نصيب من الفضيلة وافر.

---

(١) نهاية الجزء الساقط من نسخة س، انظر ما سبق ص ١٦٤ حاشية ٣.
(٢) هى المدرسة التي أنشأها بجوار الجامع العتيق السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب في أول المحرم سنة ٥٦٦ هـ‍ برسم الفقهاء الشافعية، وكان حينئذ يتولى وزارة مصر للخليفة العاضد، وهى أول مدرسة عملت بديار مصر، ودرس بها الشريف القاضى شمس الدين أبو عبد الله الحنفى قاضى العسكر الأرموى، فعرفت به وقيل لها المدرسة الشريفية من عهده إلى أيام المقريزى وربما بعد ذلك؛ انظر، المقريزى، الخطط، ج ٢، ٣٦٣ - ٣٦٤؛ حسنين ربيع، النظم المالية في مصر، ص ٧٥ - ٧٦.
(٣) أولاد الشيخ بنو حمويه، انظر ما سبق، ابن واصل، ج ٤، ص ٩١، حاشية ٣ وكذلك المقريزى، الخطط، ج ٢، ص ٣٣ - ٣٤؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٦١؛ Gottschalk, Article, Awlad al - Shaykh, in Encyclopaedia of Islam, ٢nd. edition.
(٤) في نسخة س «مجير الدين» وهو تحريف، والصيغة المثبتة من نسخة ب.
(٥) في نسخة س «مجير الدين» وهو تحريف، والصيغة المثبتة من نسخة ب.
(٦) في نسخة س «وكان» وهو تصحيف.