للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفى أخوه أبو عمرو في ثالث عشر جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين [٥ ا] وستمائة بالقاهرة، ودفن بسطح المقطم. وكانت له رسائل يستعمل فيها حوشى اللغة (١) وغريبها، من ذلك أنه كتب في أول كتاب إلى الملك الكامل يقبل البوغاء (٢) ويبلطح (٣)، ومن هذا وشبهه مما تمجه الأسماع ولا تقبله الطباع.

وقد روى للملك الكامل شعر؛ فمن ذلك:

لا أوحشت من مغانى القوم أوطان ... ولا خلا منهم أثل ولا بان

وأين ما نزلوا في الحالتين معا ... فإنهم في سويداء القلب سكّان

يا غائبين لقد خلّفتم جسدا ... ما فيه إلا صبابات وأشجان

يأبين رفقا بأكباد مقرحة ... تشبّ فيها من التفريق نيران

جار الفراق على قلبى فأحرقه ... يا للرجال ومن عينى غدران؟

ومن ذلك في معذّر (٤):

يا بروحى معذر قام عذرى ... في هواه مراعيا لوشاتى

خلب القلب، يخلب الصّدغ منه (٥) ... ورماه في جمرة الوجنات

فسويداه حين أحرقها الشع‍ ... ـر تلاشت في صورة الشعرات

واكتست بهجة وأضحت غدارا (٦) ... مرسّلا في الجمال بالمعجزات


(١) حوشى اللغة هو الغامض والمشكل والغريب، انظر الزبيدى، تاج العروس، ج ٤، ص ٣٠٢.
(٢) البوغاء: التراب، انظر الزبيدى، ج ٦، ص ٦
(٣) أي ضرب بنفسه الأرض، انظر، الزبيدى، ج ٢، ص ١٢٦.
(٤) ذكر ابن منظور (لسان العرب، ج ٦، ص ٢٢٤) أن العذار استواء شعر الغلام، وعذار الرجل شعره النابت في موضع العذار.
(٥) الصدغ هو الشعر المتدلى على الصدغ، انظر الزبيدى (تاج العروس، ج ٦، ص ٢١).
(٦) الغديرة هى الذؤابه، وجمعها غدائر، وقيل الغدائر للنساء وهى المضفورة، والضفائر للرجال، انظر الزبيدى، ج، ٣، ص ٤٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>