للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مجد الدين أبو الخطاب عمر بن دحية مع فرط معرفته بالحديث وحفظه الكثير له، يتهم بالمجازفة في النقل. وبلغ ذلك الملك الكامل - على ما بلغنى - فأمره أن يعلق شيئا على كتاب الشهاب المنسوب إلى القضاعى (١)، فعلّق عليه كتابا طعن على بعض الأحاديث التي فيه وصحح البعض، وتكلم على الأسانيد.

ولما وقف الملك الكامل على ذلك قال له بعده: «قد ضاع منى ذلك الكتاب، فعلّق لى مثله». ففعل، ولم يكن عنده مسودة الكتاب الأول، فجاء في الكتاب الثانى مناقضة لما ذكر في الكتاب الأول؛ فعلم الملك الكامل صحة ما نقل عنه، فنزلت مرتبتة في عينه. وكان ولاه مشيخة دار الحديث الذى بين القصرين - كما قدمنا ذكره (٢) - فعزله عنها في آخر وقته، وولاها لأخيه الحافظ أبى عمرو عثمان بن الحسن بن دحية. وكان أسن من أبى الخطاب، وكان حافظا للغة العربية قيما بها.

وكان مولد أبى الخطاب مستهل ذى القعده سنة أربع وأربعين وخمسمائة.

وتوفى في الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بالقاهرة.

ودفن بسفح (٣) المقطم - رحمه الله.


(١) يقصد كتاب (شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب) من الأحاديث النبوية للقاضى أبى عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن على بن حكمون القضاعى الشافعى المتوفى سنة ٤٥٤ هـ‍، انظر حاجى خليفة، كتاب كشف الظنون، ج ٢، ص ١٠٦٧.
(٢) انظر ما سبق، ص ١٦٣.
(٣) الكلمة غير واضحة في المتن والصيغة المثبتة من ابن خلكان (وفيات الأعيان، ج ١، ص ٣٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>