للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرط صاحب مصر أن يكون كما ... قد كان يوسف في الحسنى لإخوته

أسوا فقابلهم بالعفو وافتقروا ... فبرهم وتولاهم برحمته

وكان الملك الكامل قد سير الصلاح رسولا إلى الانبرطور - لما كان بعكا سنة ست وعشرين وستمائة - لتقرير القواعد واستحلافه له، فاستحلفه وكتب إلى الملك الكامل:

زعم اللعين (١) الانبرور بأنه ... سلم يدوم لنا على أقواله

شرب اليمين فإن تعرض ناكثا ... فلنأ كلن (٢) لذاك لحم شماله

ومن شعر الصلاح:

وإذا رأيت بنيك فاعلم أنهم ... قطعوا إليك مسافة الآجال

وصل البنون إلى محل أبيهم ... وتجهز الآباء للترحال (٣)

ولما كان الملك الكامل بالقرب من السويداء من بلد آمد - كما قدمنا ذكره في السنة التي كانت فيها وقعة خرتبرت (٤) - مرض الصلاح بالمعسكر الكاملى فنقل إلى الرها، فمات قبل دخولها في منتصف ذى الحجة (٥) سنة إحدى وثلاثين وستمائة، فدفن بظاهرها، ثم نقله ولده من هناك إلى الديار المصرية فدفنه في تربته بالقرافة الصغرى في آخر شعبان سنة سبع وثلاثين وستمائة. ومولده سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بإربل.


(١) في ابن خلكان (وفيات الأعيان، ج ١، ص ٦٠) «الزعيم» والصيغة المثبتة من ب.
(٢) الصيغة المثبتة من المخطوطة وفى ابن خلكان (نفس المصدر، ج ١، ص ٦٠) «فليأكلن» وكلاهما صحيح.
(٣) في المخطوطة «بالترحال» والصيغة المثبتة من ابن خلكان (نفس المصدر والجزء والصفحة).
(٤) انظر ما سبق، ص ٧٨ - ٧٩.
(٥) الصيغة المثبتة من المخطوطة وفى ابن خلكان (وفيات الأعيان، ج ١، ص ٦٠) «فمات قبل دخولها في الخامس والعشرين من ذى لحجة».

<<  <  ج: ص:  >  >>