للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القابلة، وبتّ معهم فيها. فلما كان وقت طلوع الفجر جاء جماعة كثيرة من مماليك الملك الصالح [عماد الدين إسماعيل (١)] فأحاطوا بالثقل والخزانة ودخلوا به إلى دمشق.

ودخلت البلد، والقلعة بعد لم تفتح. ثم فتحت في آخر النهار من ذلك اليوم، فتواريت ولم أظهر خوفا من صاحب حمص فإنه كان يتبع أهل حماة لعداوته لصاحبها.

وبعد رحيل الأمير حسام الدين من نابلس، رحل الملك الصالح بمن معه في نابلس بالعساكر. فلما وصل إلى بيسان من الغور وصل الخبر إليه بنزول عمه الملك الصالح على دمشق وتسلمه لها. ووصل إليه الأمير حسام الدين عائدا إليه من جهة دمشق، فأمر بتحليف الجند وعنده أن القلعة لم تسلم. ولو بقيت ممتنعة حتى وصل بالعسكر إليها اندفع الملك الصالح، وصاحب حمص.

ثم رحل الملك الصالح بالعسكر وقطع بهم نهر الأردن، ونزل على القصر المعروف بقصير معين الدين (٢). فتواترت الأخبار بتسلم الملك الصالح [عماد الدين إسماعيل (٣)] قلعة دمشق، ففسدت نيات العسكر، وعلموا أنهم لا يمكنهم المقام معه والبلاد قد صارت لغيره، وأيضا فأهاليهم وأولادهم بدمشق. وتحققوا أن الملك الصالح لم يبق له ملجأ ولا وزر (٤) وأنّ أمره قد تلاشى بالكلية (٥). وكان معه


(١) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) في المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٨٨)، «القصير المعينى من الغور».
(٣) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٤) الوزر: الملجأ، وكل ما التجأت إليه وتحصنت به فهو وزر، انظر ابن منظور (لسان العرب، ج ٧، ص ١٤٥).
(٥) نهاية الجزء الذى ورد مختصرا في نسخة س، انظر ما سبق، ص ٢٣١ حاشية ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>