للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما جنه الليل أمر أن لا تشعل الفوانيس [ولا المشاعل (١)]، [ثم رحل بمن بقى معه من أصحابه ليلا طالبا جهة نابلس (٢)]. فحكى لى [بعد ذلك (٣)] الأمير حسام الدين قال: لما فارق الملك الصالح [نجم الدين أيوب العسكر ورحل من منزلته (٤)] اختلفت كلمة الجماعة الذين بقوا معه (٥)، فمنهم من أشار بالمضى إلى الشقيف (٦) والتحصين به، فلم ير هذا مصلحة، وعلم أن الملك الصالح [اسماعيل (٧)] عمه ربما قصده، وحاصره حتى يأخذه ويقبض عليه. ومنهم من أشار عليه بأن يمضى (٨) إلى الشرق فإن له به حصن كيفا، وهو حصن منيع، وقلعة الهيثم وغيرها من معاقل آمد. وقال هذا القائل له (٩): «أن عمك [الملك الصالح (١٠)] قد اشتغل بملك دمشق فما له فراغ لإتباعك». فلم يجسر على هذا الأمر وخاف أن يتبع ويؤخذ والمسافة بعيدة (١١). وقال: «ما أرى إلا التوجه إلى نابلس وألتجىء إلى ابن عمى الملك الناصر» فتوجه (١٢) إلى نابلس.


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(٢) ورد ما بين الحاصرتين في صيغة مضطربة في نسخة س والصيغة المثبتة من ب.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى ب «العسكر».
(٥) في نسخة ب «هم» والصيغة المثبتة من س.
(٦) لعل المقصود بها شقيف أرنون التي قال عنها ياقوت (معجم البلدان) أنها «قلعة حصينة جدا في كهف من الجبل قرب بانياس من أرض دمشق بينها وبين الساحل»، انظر أيضا أبو الفدا، (تقويم البلدان، ص ٢٤٤).
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٨) في نسخة ب «من أشار إلى أن يمضى»، والصيغة المثبتة من س.
(٩) في نسخة س «له بهذا» والصيغة المثبتة من ب.
(١٠) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(١١) في نسخة س «فلم ير أيضا أن هذا مصلحة وقال أخاف أن أتبع وأوخذ لأن المسافة بعيدة» والصيغة المثبتة من ب.
(١٢) في نسخة س «فعند ذلك توجه»، والصيغة المثبتة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>