للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الشراب يؤثر في الملك الناصر تأثيرا كثيرا، يخرج بسببه عن الحد. فقال للملك الصالح: «أريد أن اجتمع بالملك العادل»، وكان معتقلا في خيمة إلى جانب خيمة الملك الصالح. فأذن له في ذلك، فمضى إلى خيمة الملك العادل وقال: «تبصر أي شىء فعلت، وكيف أوقعتك في هذه الحال، وأنا قادر أن أردك إلى ملكك» فتغاضى عنه الملك الصالح لما بلغه ذلك، وغاظه فعله.

ولما دخلوا القاهرة، قال الملك الصالح لبعض أصحابه: «امض إلى الملك الناصر، وخوفه منى لعله يرحل إلى بلاده، فإنى لا يمكننى القبض عليه. فإن الناس لا يعلمون صورة الحال. وينسبوننى إلى الغدر، وعدم المكافأة». فمضى ذلك الشخص، واجتمع بالملك الناصر وقال له: «إنى قد جئت إليك لحق أنعمك، فاكتم على ما أقوله لك، لئلا يؤذينى ابن عمك الملك الصالح، فإنه قد أمر بالقبض عليك، فخذ حذرك منه». فركب في ذلك الوقت الملك الناصر، وسار بأصحابه وهو خائف يترقب. وأرسل الملك الصالح ليوهمه أنهم يريدون القبض عليه، وأمرهم أن لا يقدموا عليه، ويكونوا بحيث يراهم على بعد، وأسرع هاربا هو وأصحابه حتى وصل إلى بلاده (١).

ثم [بعد ذلك (٢)] استشعر الملك الصالح من عز الدين أيبك الأسمر، والمماليك الأشرفية (٣). وقيل له (٤) أنهم قد عزموا على القبض عليه كما فعلوا بأخيه الملك العادل،


(١) نهاية الجزء الساقط من نسخة س انظر ما سبق، ص ٢٧١ حاشية ١١.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من ب ومثبت في س.
(٣) في نسخة س «من عز الدين أيبك الأسمر مقدم المماليك الأشرفية ومن الماليك أيضا» والصيغة المثبتة من ب.
(٤) في نسخة س «لأنه نقل إليه أنهم» والصيغة المثبتة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>