للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم شرع (١) في بناء قلعة الجزيرة (٢) [فبناها واتخذها (٣)] مسكنا لنفسه، وشيد أسوارها، وبنى فيها الآدر الحسان. وأنفق عليها الأموال الجليلة. وكانت الجزيرة قبل ذلك متنزها للملك الكامل، وله فيها دار للتنزه فقط، فبنى الملك الصالح فيها من الأبنية البديعة ما لم يبن ملك من ملوك الإسلام مثله.

وكان الملك الصالح [نجم الدين (٤)] مغرى بالعمارة والمساكن النزهة. وتم بناء قلعة الجزيرة، ومساكنها في مدة ثلاث سنين، وتحول إليها (٥) وصار مقره فيها.

وهى نزهة جدا لإحاطة النيل بها من جميع الجوانب.

وأما الملك الناصر داود، فإنه انحرف عن ابن عمه الملك الصالح، لما (٦) لم يحصل له مطلوبه [الذى أمله منه (٧)]، وهو مساعدته على إسترداد بلاد أبيه (٨).

واتفق مع عمه الملك الصالح إسماعيل، والملك المنصور صاحب حمص، وصارت كلمتهم واحدة على الملك الصالح نجم الدين [أيوب (٩)].


(١) في نسخة س «فشرع بعد ذلك» والصيغة المثبتة من ب.
(٢) عرفت هذه القلعة أيضا بقلعة المقياس وقلعة الروضة والقلعة الصالحية وذكر المقريزى أن السلطان الصالح بنى فيها الدور والقصور وعمل لها ستين برجا، وبنى بها جامعا وغرس فيها جميع الأشجار، وشحنها بالأسلحة وآلات الحرب وما يحتاج إليه من الغلال والأزواد؛ لتفصيل ذلك انظر المقريزى، الخطط، ج ٢، ص ١٨٣ - ١٨٥؛ انظر أيضا السيوطى، كوكب الروضة، مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم ٥٥٤ تاريخ تيمور.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(٥) في نسخة ب «وتحولها» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من س.
(٦) في نسخة س «إذ لم» والصيغة المثبتة من ب.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.
(٨) ذكر المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٩٩) أن الناصر داود سأل الملك الصالح «أن يعطيه قلعة الشوبك فامتنع السلطان من ذلك».
(٩) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>