للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للناس ظنا منهم أن الخوارزمية لا تجسر على قربانها (١) خوفا من الاسماعيلية. فدخلوها ونهبوا جميع ما فيها، ثم رحلوا إلى المعرة. ورحل الملك المنصور [٣٢ ب] بالعسكر، ونزل على تل السلطان.

ثم رحلت الخوارزمية إلى كفر طاب (٢)، ورحل الملك المنصور إلى الحيار (٣).

وأخربت الخوارزمية كفر طاب، ثم ساروا منها إلى شيزر، فاعتصم أهل البلد بالربض الذى تحت القلعة. فهجم الخوارزمية الربض الأسفل، واحتمى الربض الأعلى يوما، ثم هجموه في اليوم الثانى ونهبوا ما أمكنهم نهبه. وأطلق عليهم أهل القلعة الجروخ (٤) والحجارة، فقتلوا (٥) منهم جماعة كثيرة، [فخرجوا من الربض الأعلى (٦)].

ثم بلغ الخوارزمية أن الملك المنصور ومن معه من العساكر، قد وقفوا لهم بينهم وبين بلادهم للقائهم. فرحلوا إلى ناحية حماة، ولم يتعرضوا لبلدها بنهب ولا فساد؛ لأن صاحبها منتم إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين [أيوب (٧)] صاحب مصر، والخوارزمية منتمون إليه، ومظهرون (٨) أن كل ما يفعلونه خدمة له، لمعاداة الحلبيين وصاحب حمص، وصاحب دمشق له (٩).


(١) في نسخة س «قرب بابها»، والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٥٦.
(٢) كفر طاب بلدة بين المعرة ومدينة حلب، انظر ياقوت، معجم البلدان.
(٣) ذكر ياقوت (معجم البلدان) أن الحيار «حيار بنى القعقاع صقع من برية قنسرين. . . بينه وبين حلب يومان».
(٤) عن الجروخ جمع جرخ انظر ما سبق ص ٦٥ حاشية ٨.
(٥) في نسخة س «فقتل» والصيغة المثبتة من ب.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٨) في نسخة س «ويظهرون» والصيغة المثبتة من ب.
(٩) في نسخة س «لمعاداته للحلبيين وصاحب حمص وصاحب دمشق» والصيغة المثبتة من ب، وذكر المقريزى (السلوك، ج ١ ص ٣٠٣): «وكان الخوارزمية يظهرون للناس أنهم يفعلون ما يفعلون خدمة لصاحب مصر، فإن أهل حلب وحمص ودمشق كانوا حزبا على الصالح صاحب مصر».

<<  <  ج: ص:  >  >>