كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة أربعين وستمائة - ذكر سيرته رحمه الله - ج: 5 - ص: 319

رويدا فقد فاجأتنى (١) بفظيعة ... يضيق بها صدر الفضاء الموسّع

أبا جعفر يا بانى المجد بعد ما ... تهدّم ركن المجد من كل موضع

ويا كافل الإسلام في كل موطن ... وراعى رعاة الدين في كل مجمع

ومن كنت أرجو أننى في زمانه ... أبادر أيام الزمان المضيّع

فاستدرك الماضى بفضل تضرّع ... واستقبل الآتى بدرع تورّع

أحقا طوتك الحادثات كما طوت ... قرونا مضت من عهد كسرى وتبّع

وغالك ريب الدهر والدهر جائر ... إذا صال لا يبقى وإن جال لا يعى

فأيأس آمالا تدانى غناؤها ... فراحت بفقر من رجائك مدقع

دعا باسمك الناعى على حين غفلة ... فأصمى سويداء الفؤاد المصدّع (٢)

فقلت - وإنى في الفصاحة قسّها (٣) ... مقالة مسلوب الروية ألكع:

أيا دهر قد آمنتنى كل خيفة ... فلست بميت بعده بمفجّع

فغل كلّ مأمور وكلّ مؤمّر ... وخذ بعده يادهر من شئت أو دع

ولو كان خطب الموت يقبل فدية ... ويدفعه سعى الكمىّ المدرّع

فديتك بالنفس النفيسة طائعا ... ودافعت بالجيش اللهام الممنّع (٤)

بضرب طليق الكف حران ثائر ... وطعن ربيط الجأش في الروع أروع

ببيض تقد البيض من حرّ وقعها ... وسمر تردّ القرن قانى المقنع

وكلّ فتى يلقى المنايا بصدره ... وقلب ثبوت لا بقلب مزعزع

---

(١) في العينى «فاجاءت» وعليها يختل الوزن.
(٢) سقطت الأبيات الثلاثة التالية لهذا البيت من مخطوطة العينى، عقد الجمان، حوادث ٦٤٠ هـ‍.
(٣) المقصود قس بن ساعدة الإيادى من خطباء العرب في الجاهلية.
(٤) سقطت الأبيات الخمسة التالية لهذا البيت من العينى، عقد الجمان، حوادث ٦٤٠ هـ‍.