ثم توجه من جهة الملك المنصور صاحب حمص، القاضى عماد الدين ابن القطب الذى كان قاضيا في حماة، وقد ذكرناه، رسولا في تحليف الملك الصالح نجم الدين، وتقرير قواعد الصلح.
وكان لما تقررت هذه القاعدة بين الملك الصالح نجم الدين وعمه، سيّر الملك الصالح نجم الدين ابن برغش إلى الملك الناصر صاحب حلب في معنى الصلح، فسير الملك الناصر الأمير ناصح الدين الفارسى رسولا إلى الملك الصالح أيضا لتحليفه وتقرير الصلح. وكان بمصر كما ذكرنا (١) جلال الدين الخلاطى، فتوجه عماد الدين رسول صاحب حمص، وناصح الدين رسول حلب ليتفق هذان مع جلال الدين على تحليف الملك الصالح كل منهم يحلّف لصاحبه. وسير مع هؤلاء الأمير حسام الدين ابن أبى على، وممن أطلق معه من المعتقلين من أصحاب الملك الصالح نجم الدين.
وأخّر تسيير الملك المغيث إلى أبيه إلى أن يقع الأيمان من الملك الصالح نجم الدين.
ثم يرد من جهته من يحلّف الملك الصالح إسماعيل، والملك المنصور صاحب حمص، والملك الناصر صاحب حلب. فخرج هؤلاء كلهم. وركب الملك الصالح إسماعيل ومعه الملك المغيث لوداعهم.
ولما ودّعاهم رجع الملك الصالح إلى قلعة دمشق ومعه الملك المغيث، ومضى المذكورون إلى ديار مصر. فما وصلوا إلى مصر إلا وقد انقضت القاعدة وانفسخ الصلح، كما سنذكره.