للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعث الملك الصالح [إسماعيل (١)] عسكرا إلى غزه، فنزلوا بها، وعزموا على قصد الديار المصرية. ومضى الملك المنصور بنفسه إلى عكا، واجتمع بالفرنج وقرر معهم أن يمضوا معه لحرب الملك الصالح، فأجابوه إلى ذلك.

وسافرت (٢) في أواخر هذه السنة إلى الديار المصرية. ودخلت البيت المقدس، ورأيت الرهبان والقسوس على الصخرة المقدسة. وعليها قنانى الخمر برسم القربان.

ودخلت الجامع الأقصى، وفيه جرس معلق. وأبطل بالحرم الشريف الأذان والإقامة، وأعلن فيه بالكفر. وقدم الملك الناصر داود القدس في ذلك اليوم الذى زرت فيه القدس، ونزل غربى القدس، فلم أجتمع به خيفة أن يصدنى عن الوصول إلى الديار المصرية. ووصلت إلى غزة فوجدت بها بعض عسكر الملك الصالح إسماعيل نازلين بها.

ولما وصلت العباسة (٣)، وجدت بها بعض عسكر مصر. وكل من الفريقين على عزم قصد صاحبه. ووجدت دهليز السلطان الملك الصالح نجم الدين مضروبا


(١) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) يتحدث ابن واصل هنا عن نفسه وقد نقل عنه كل من أبى الفدا (المختصر، ج ٣، ص ١٧٢) والعينى (عقد الجمان، حوادث سنة ٦٤١ هـ‍)، وابن تغرى بردى (النجوم، ج ٦، ص ٣٢ - ٣٢٣).
(٣) كانت العباسة بليدة أول ما يلقى القاصد لمصر من الشام، وسميت باسم عباسة بنت أحمد بن طولون وذلك لأنها أقامت في أواخر سنة ٢٨١ هـ‍ - ٨٩٥ م قصرا بهذا الموضع خرجت اليه لوداع بنت أخيها قطر الندى عندما زوجها أبوها خمارويه بن احمد بن طولون من الخليفة المعتضد العباسى. وعندما سافرت قطر الندى عمر ذلك الموضع وصار بلدا، والعباسة الآن تابعة لمركز أبو حماد محافظة الشرقية، انظر: المقريزى، الخطط، ج ١، ص ٢٣٢؛ محمد رمزى، القاموس الجغرافى، القسم الثانى (البلاد الحالية)، ج ١، ص ٦٩ - ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>