للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على بركة الجب (١) والعساكر متحركة للخروج إلى الشام. وكان دخولى إلى القاهرة في المحرم من هذه السنة. واجتمعت بالأمير حسام الدين بن أبى على. وكان السلطان الملك الصالح قد أنزله في الدار المعروفة بدار الملك (٢) على شاطئ نيل مصر في مدينة مصر، وهى دار عظيمة من آدر خلفاء مصر ليكون قريبا منه، فإن السلطان كان نازلا في قصوره بقلعة الجزيرة، وهى القلعة التي أنشأها بالجزيرة (٣). وكان [٤٧ ا] عنده في أعظم المنازل، وأعطاه خبزا (٤) جليلا، فأحسن إلىّ وأنزلنى في داره التي بالقاهرة. وهى دار جليلة بدرب الديلم (٥)، وأدرنى إنعامه وإحسانه، رحمه الله ورضى عنه.


(١) كانت بركة الجب متنزها بظاهر القاهرة من بحريها للخلفاء الفاطميين وسلاطين بنى أيوب، ثم سميت في عصر سلاطين المماليك باسم بركة الحاج لنزول الحجاج المسافرين برا بها عند سيرهم من القاهرة وإليها في موسم الحج، انظر المقريزى، الخطط، ج ١، ص ٤٨٩، ج ٢، ص ١٦٣.
(٢) أنشأ هذه الدار الوزير الأفضل بن بدر الجمالى سنة ٥٠١ هـ‍ - ١١٠٧ م، فلما كملت تحول إليها وسكنها وحوّل إليها الدواوين من القصر الفاطمى، واتخذ بها مجلسا سماه مجلس العطايا كان يجلس فيه. فلما قتل الأفضل صارت دار الملك من جملة متنزهات الخلفاء الفاطميين، انظر المقريزى، الخطط، ج ١، ص ٤٨٣.
(٣) هى قلعة الروضة، عن هذه القلعة انظر: السيوطى، كتاب كوكب الروضة، مخطوط رقم ٥٥٤ تاريخ تيمور بدار الكتب المصرية.
(٤) الخبز وجمعه أخباز بمعنى الأقطاع، انظر:
Rabie, The Financial System of Egypt, pp. ٢٦ ff.
(٥) تحدث المقريزى (الخطط، ج ٢، ص ٨ - ٩) عن حارة الديلم عند ذكره حارات القاهرة فقال: «عرفت بذلك لنزول الديلم الواصلين مع هفتكين الشرابى حين قدم ومعه أولاد مولاه معز الدولة البويهى وجماعة من الديلم والأتراك في سنة ثمان وستين وثلثمائة، فسكنوا بها فعرفت بهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>