للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين قبض عليهم الملك الصالح، وأنزله بدار الملك (١) بمصر، ليكون قريبا منه، ويصل إلى خدمته في أكثر الأوقات لمنادمته ومجالسته والاستضاءة برأيه.

وتجهزت عساكر الملك الصالح من دمشق، وتقدم عليها الملك المنصور ابراهيم صاحب [٤٧ ب] حمص، فإنه كانت له حروب مع الخوارزمية في الشرق كما ذكرنا (٢)، وانتصر عليهم مرتين، وكان شهما مقداما. فرجا الملك الصالح إسماعيل أنه على يده يكون كسر الخوارزمية في هذه المرة ومن معهم من العساكر المصرية.

فرحل الملك المنصور بعسكره وعسكر دمشق. وقد ذكرنا دخوله إلى عكا واجتماعه بالفرنج (٣) وطلبه المساعدة والمعاضدة وأن يحاربوا معه عسكر مصر. ووعدهم، على ما قيل والله أعلم، أن يكون لهم جزء من الديار المصرية. فوافقوا على ذلك.

واستعدوا وحشدوا وخرجوا معهم بالفارس والراجل. ثم بعث إلى الملك الناصر داود ليحضر معهم، ولم يحضر بنفسه، وبعث عسكرا (٤). واجتمع هؤلاء كلهم، وقصدوا الخوارزمية ومن معهم من عسكر مصر.

ووقع المصاف بين الفريقين بظاهر غزة، فكسر الملك المنصور ومن معه كسرة عظيمة. وأخذت الفرنج سيوف المسلمين فأفنوهم قتلا وسبيا، ولم يفلت


(١) عن دار الملك، انظر ما سبق، ص ٣٣٤ حاشية ٢.
(٢) انظر ما سبق ص ٢٩٢ - ٢٩٣، ٣١١.
(٣) انظر ما سبق ص ٣٣٣.
(٤) جهز الناصر داود عسكره مع الظهير بن سنقر الحلبى والوزيرى وأقام هو بالكرك، انظر النويرى، نهاية الأرب، ج ٢٧ ورقه ٧٩؛ سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٩٣؛ العينى، عقد الجمان، حوادث سنة ٦٤٢ هـ‍؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>