للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم إلا الشارد (١) النادر، وأسر من عسكر دمشق وعسكر الكرك جماعة مقدمون وغيرهم، ونهبت جميع أثقال الدمشقيين.

وحكى عن الملك المنصور أنه قال (٢): «والله لقد حضرت الحرب ذلك اليوم، وأوقع الله تعالى في قلبى إنا لا ننتصر لا نتصارنا بالكفار على المسلمين». ومضى الملك المنصور ومن بقى معه من عسكره وعسكر دمشق في أسوأ حال. ودخل دمشق وهو لا يصدق بالنجاة.

وانتصرت العساكر المصرية نصرة عظيمة. ووردت البشائر بذلك إلى مصر، فزين البلدان القاهرة ومصر، والقلعتان قلعة الجبل، وقلعة الجزيرة - وكان بناؤها قد تم - زينة لم يزين قبل ذلك مثلها. وضربت البشائر أياما متوالية.

ووصل الخبر إلى الأمير حسام الدين بن أبى على بهذه الكسرة، وهو في الرمل، فأسرع السير ووصل بمن معه إلى غزة وقد انفصل أمر الوقعة. ووصل إلى مصر أسارى الفرنج راكبين الجمال والمقدمون منهم على خيولهم، ومعهم جماعة من الأمراء [٤٨ ا] والأعيان من المسلمين الذين كانوا معهم أسارى، منهم جماعة من أصحاب الملك الناصر داود وجماعة من عسكر دمشق. وكان يوم دخولهم القاهرة يوما مشهودا.


(١) في المتن «الشاد» ولعل الصيغة المثبتة هى الصحيحة، انظر ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٣٢٣؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٣١٧.
(٢) نقل ابن تغرى بردى (النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٣٢٣ - ٣٢٤) هذه الرواية عن ابن واصل في قليل من التغيير، وذكر سبط ابن الجوزى معلومات قيمة عن هذه الوقعة، وذكر أن الملك المنصور «جعل يبكى ويقول قد علمت إنا لما سرنا تحت صلبان الفرنج أنا لا نفلح»، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٩٣ - ٤٩٤؛ انظر أيضا النويرى، نهاية الأرب، ج ٢٧ ورقة ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>