للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مالك الأرض لا أرضى له طرفا ... منها، وما كان فيها لم يكن طرفا

قد عجّل الله هذى الدار تسكنها، ... وقد أعدّ لك الجنّات والغرفا

تشرّفت بك عمّن كان يسكنها ... فالبس بها العزّ، ولتلبس بك الشّرفا

كانوا بها صدفا، والدار لؤلؤة، ... وأنت لؤلؤة صارت لها صدفا

فرد عليه عمارة (١) بن على اليمنى الشاعر، وكان يتعصب لخلفاء مصر، لاصطناعهم إياه وإحسانهم إليه، فقال:

أثمت (٢) يا من هجا السادات والخلفا ... وقلت ما قلته في ثلبهم سخفا

جعلتهم صدفا حلّوا بلؤلؤة ... والعرف: ما زال سكنى (٣) اللؤلؤ الصّدفا

وإنما هى دار، حلّ جوهرهم ... فيها، (٤) وشفّ فأسناها الدى وصفا

فقال: لؤلؤة! عجبا ببهجتها، ... وكونها حوت (٥) الأشراف والشّرفا

فهى بسكّانها (٦) الآيات إذ سكنوا ... فيها، ومن قبلها قد أسكنوا الصّحفا

والجوهر الفرد نور، ليس يعرفه ... - من البريّة - إلا كلّ من عرفا

لولا تجسّمه فيهم (٧) لكان على ... ضعف البصائر للأبصار مختطفا

فالكلب - يا كلب - أسنى منك مكرمة، (٨) ... لأنّ فيه حفاظا دائما ووفا


(١) أشير إلى اسم الشاعر - في الأصل - بعلامة، وكتبت أمامه في الهامش هذه الجملة اللاتينية (Vide plura de hoc poeta infra pag .١٢٨) ويشير كاتب هذه الجملة من الفرنج إلى قصيدة أخرى لعمارة وردت في ص ١٢٨ من المخطوطة وهى القصيدة التي رثى بها عمارة الفاطميين.
(٢) في الأصل: «ألمت» والتصحيح عن: (عمارة: النكت العصرية، ص ٢٩٢) و (المقريزى: الخطط، ج ٢، ص ٣٥١).
(٣) في الأصل: «كن» والتصحيح عن المرجعين السابقين.
(٤) في الأصل: «بها»، والتصحيح عن المرجعين السابقين.
(٥) في الأصل: «حلت» والتصحيح عن المرجعين السابقين.
(٦) في الاصل: «فهم بسكنايها»؛ وفى الخطط «فهم بسكناهم»؛ وما هنا صيغة «النكت».
(٧) كذا في الاصل وفى (النكت)؛ وفى (الخطط): «فيه».
(٨) كذا في الاصل وفى (الخطط)؛ وفى (النكت): «معروفة».

<<  <  ج: ص:  >  >>