للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم لما توفى العاضد وزالت دولتهم قالت دعاتهم: إن الإمامة بعده لابنه داوود ابن العاضد، ولقبوه «الحامد لله (١)»؛ ثم توفى داوود هذا في أيام الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب في الحبس، ثم قالوا إنها صارت بعده لابنه سليمان (١) ابن داوود بن العاضد، وكان هذا سليمان قد أدخلت أمه إلى داوود في الحبس سرا فوطئها داوود فحبلت بسليمان، ثم حملت الجارية إلى الصعيد فولدت سليمان، وترعرع (٢) وخفى أمره من الدولة الأيوبية عند بعض الدعاة، فأعلم السلطان به، وأظنه (٣) الملك الكامل بن الملك العادل، فظفر به وحبسه بقلعة الجبل (٤)، وسافرت إلى مصر سنة إحدى وأربعين وستمائة، وكان سليمان هذا حيا، وسمعت أن دعوة الإسماعيلية المصريين له، ولهم فيه اعتقاد عظيم، ورأيت من اجتمع به (٥) وتحدث معه، فسألته عنه، فأخبر (٥) أنه في غاية الجهل والغباوة؛ ثم توفى هذا سليمان بن داوود ابن العاضد بقلعة الجبل في شهر شوال سنة خمس وأربعين وستمائة في أيام السلطان الملك الصالح بن الكامل - رحمه الله - ولم يخلف ولدا ذكرا فيما نعلمه، وسمعت


(١) لم تنته الأسرة الفاطمية بموت العاضد، بل بقى منها أفراد لبثوا زمنا في أسر الأيوبيين وهم يعتقدون بأحقيتهم في الخلافة، وللتعرف على هؤلاء الأفراد وعلى الجهود الفاشلة التي بذلت في سبيل إعادتهم للحكم في بعض الأحيان انظر:
(Casanova : Les Derniers Fatimides .Memoires de La Mission Archeologique Francaise du Caire .Tome VI,١٨٩٣. P. P .١٤٥ - ٤١٥) ; (S .M .Stern : The Succession of the Fatimid Imam Al - Amir,The Claims of the Later Fatimids to the Imamate,And the Rise of T ayyibi Ismailism .Oriens,Vol .٤,no .٢,P P. ١٩٣)
(٢) في الأصل: «ونزع»، وما هنا عن س (٣٤ ا)
(٣) في س (٣٤ ب): «وتطلبه».
(٤) في س (٣٤ ب) قبل هذا اللفظ الجملة الآتية: «قال صاحب الكتاب جمال الدين ابن واصل قاضى القضاة بحماة المحروسة».
(٥) ما بين الرقمين يقابله في س: «وتحدثت معه فسألت عنه فأخبرت. . إلخ» وما هنا هو الصحيح إذ به يستقيم المعنى ولاحظ ما لهذه الجملة من أهمية، فهى تنص على وجود المؤلف في القاهرة في سنة ٦٤١ هـ‍، وزيارته للقلعة أثناء مقامه بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>