للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض من ينتمى إلى مذهبهم يدعى أن له ولدا ذكرا قد أخفى أمره حسب ما كان يخفى سليمان والده، والله أعلم بحقيقة ذلك.

وبقى منهم رجلان محبوسان بقلعة الجبل بالقاهرة المحروسة، شيخان، جدهما (١) العاضد، [١٢٨] وكان أحدهما واسمه القاسم قد بلغه أنى صنفت تاريخا (٢) للسلطان الملك الصالح، وذكرت فيه أخبار هؤلاء القوم وما قاله النسّابون فيهم، وأن بعضهم قال إن أصلهم من اليهود، فطلعت يوما إلى القلعة المحروسة، ودخلت على باب الحبس والقاسم بن ابن العاضد هذا قاعد على بابه، فسأل عنى، فعرّف بى، فاستدعانى، فأتيته، فقال: «أنت ذكرت أن نسبنا يرجع إلى اليهود؟» فخجلت منه، وما أمكننى له إلا الاعتراف بذلك، وأحلت الأمر على أقوال المؤرخين [فسكت (٣)].

وبالجملة فمذاهب القوم رديئة مخالفة لكتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه السلف الصالح، واعتقادهم في الإلهيات ينزع إلى رأى المتفلسفة، وإنما سموا باطنية، لأنهم ينزلون القرآن على معان موافقة لرأيهم، ويصرفونه عن ظاهره، ولهم في هذا الباب حديث كثير وخبط طويل، وقد انتدب جماعة من أعيان العلماء للرد عليهم، منهم: الشيخ أبو حامد الغزالى - رحمه الله -


(١) في الأصل وفى س (٣٤ ب): «أحدهما»، وقد صححت كما بالمتن ليستقيم المعنى. وهذا نص نادر هام انفرد ابن واصل فيه بذكر بعض الحقائق عن بقايا الأسرة الفاطمية بعد زوال الدولة، وفى (الروضتين) و (الخطط للمقريزى) نصوص أخرى تتصل بالموضوع، وقد أفاد من هذه النصوص جميعا (Casanova) في بحثه السالف الذكر،
(٢) يشير إلى (التاريخ الصالحى) وهو الكتاب التاريخى الثانى للمؤلف.
(٣) ما بين الحاصرتين عن س (٣٤ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>