للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا لم ينتفع صاحب القص‍ ... ر وقد شارف الدثور بدثر

دام نصر الهدى بملك بنى العبّ‍ ... ‍اس حتى يقوم يوم الحشر

ولما وصلت البشارة إلى الديوان العزيز النبوى قوبلت بالإكرام والإعظام والإنعام التام؛ وكان وصول البشارة بذلك يوم السبت لثمان بقين من المحرم من هذه السنة - أعنى سنة سبع وستين وخمسمائة -، فجلس الوزير عضد الدولة ابن رئيس الرؤساء في الديوان، واستحضر أرباب المناصب والدولة والخواص والأمراء وأشار إلى كاتب الإنشاء أبى الفرج ابن الأنبارى (١)، بقراءة مكتوب الملك العادل نور الدين، ثم ثنّى بمكتوب برز بخط الخليفة المستضىء بنور الله، يتضمن الشكر لله على ما أباحه من عودة الحق إلى مستقره.

وكان مبدأ انقطاع الخطبة العباسية بها سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وعادت الخطبة العباسية بها سنة سبع وستين وخمسمائة، فكان مدة انقطاع الخطبة العباسية بمصر نحو من مائتى سنة وتسع (٢) سنين.

ووصل إلى الشام جواب البشارة مع عماد الدين صندل (٣) المقتفوى، وهو إذ ذاك أستاذ الدار العزيزة، ولم يرد من بغداد رسول مثله في جلالته وعظمة قدره؛ وورد صحبته التشريف الشريف لنور الدين مكملا بالأهبة (٤) السود والحلل الموشية، والطوق الذهب الثقيل، واللواء (٥) الجليل؛ وحضر الرسول عند نور الدين، وحضر أكابر الدولة والخواص، وكان يوما مشهودا؛ وقرأ موفق الدين خالد


(١) انظر ما فات هنا، ص ٥٨، هامش ٣
(٢) في س: «سبع»، وهو خطأ.
(٣) في (الروضتين، ج ١، ص ١٩٩): «عماد الدين بن صندل».
(٤) أهبة الحرب عدتها، والجمع أهب. (اللسان).
(٥) في س (٣٧ ا): «اللؤلؤ» وما هنا هو الصحيح، انظر: الروضتين، ج ١، ص ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>