للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له خيمة في الميدان القبلى الأخضر، وأمر بوضع المنبر، وخطب القاضى شمس الدين ابن الفراش (١) - قاضى العسكر - بعد أن صلى به؛ ثم مدّ السماط العام، وأنهب على عادة الترك، وعاد [نور الدين] إلى القلعة، ومدّ خوانه الخاص.

وفى غد هذا اليوم - وهو يوم الاثنين [١٥٤] ثانى شوال - ركب في خواصه وأصحابه، ودخل الميدان والأمير همام الدين مودود (٢) - وهو من أكبر أمرائه - يسايره، فقال لنور الدين: «هل نكون هنا في مثل هذا اليوم في العام القابل؟». فقال نور الدين: «قل هل نكون هنا بعد شهر؟ فإن السنة بعيدة» فجرى على منطقهما (٣) ما جرى به القدر السابق، فإن نور الدين لم يصل إلى آخر الشهر، وهمام الدين لم يصل إلى آخر العام.


= بنفس الاسم - القبق -، وكان طريقة لعب القبق كما وصفها (Dosy : Supp .Dict .Arab) أن ينصب صار طويل من خشب، يكون في رأسه شكل قرعة من ذهب أو فضة بمثابة الهدف، ويكون في القرعة طير حمام، ثم يأتى اللاعبون للمباراة في رمى الهدف بالنشاب أو السهام وهم على ظهور الخيل، فمن أصاب منهم القرعة وأطار الحمام حاز السباق وأخذ القرعة المعدنية لنفسه، غير أن (المقريزى: الخطط، ج ٣، ص ١٨٠) وصف هذه اللعبة وصفا يختلف عن الوصف السابق بعض الشىء، ويبدو أن وصف المقريزى هو الذى يعنيه المتن هنا، فنص المتن: «لطعن الحلق، ورمى القبق». والمقريزى يقول: «والقبق عبارة عن خشبة عالية جدا، تنصب في براح من الأرض، ويعمل بأعلاها دائرة من خشب وتقف الرماة بقسيها وترمى بالسهام جوف الدائرة لكى تمر من داخلها إلى غرض هناك، تمرينا لهم على إحكام الرمى، ويعبر عن هذا بالقبق في لغة الترك». مم تحدث بعد ذلك في نفس الجزء والصفحة عن الميدان الذى كان بالقاهرة في العصر المملوكى لهذه اللعبة، ويسمى «ميدان القبق». انظر أيضا (المقريزى: السلوك، ج ١، ص ٥١٨، حاشية رقم ٦ للدكتور زيادة).
(١) كذا في الأصل، وفى س، وفى الروضتين نقلا عن العماد: «ابن المقدم».
(٢) عرف به صاحب الروضتين (ج ١، ص ٢٢٨) نقلا عن العماد، قال: «وكان قديما في أول دولته (أي دولة نور الدين) والى حلب».
(٣) س: «منطقه»، وما هنا ينفق ونص (الروضتين، ج ١، ص ٢٢٨) وهو الصحيح كما يدل عليه المتن فيما يلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>