بقيت نقطة أخيرة تتصل بالفهارس الأبجدية التفصيلية لهذا الجزء وللجزء السابق، وقد كنت وعدت في مقدمة الجزء الأول أن أنشر فهارس الجزئين معا في نهاية هذا الجزء، غير اننى رأيت أن هذا الجزء قد تضخم، ولو ألحقت به الفهارس لزادت ضخامته، لهذا آثرت أن أضع هذه الفهارس في نهاية الجزء الثالث - إن شاء الله - لتكون شاملة للأجزاء الثلاثة جميعا، وخاصة أننى أقدر أن يخرج الكتاب في ستة أجزاء، وبذلك يكون له فهرسان، يضم كل منهما ثلاثة من الأجزاء.
(١٠)
وبعد فهذا هو الجزء الثانى من مفرج الكروب، وهذا هو منهجنا في نشره، قد بذلنا الجهد، والوقت كل الوقت في دراسته وتحقيقه وإعداده للنشر، وإنا لنرجو مخلصين أن نكون أدينا الأمانة العلمية حق أدائها، ولا يستطيع أن يدرك قدر ما بذلنا من عناء إلا من عانى هذا النوع من العمل العلمى، والتزم هذا المنهج من التدقيق وتحرى الحقيقة، (ولا يدرك الشوق إلا من يكابده)، وأشهد أننى كنت أقضى أحيانا الأسبوع والأسبوعين بل والشهر جريا وراء مصطلح غامض أسعى لتحقيقه والتعريف به، والله نسأل أن يهبنا الصحة والقوة لإكمال هذا الكتاب، وأن ييسر مواطنينا في مصر والشرق، والمعنيين بدراسة هذه الحقبة من التاريخ بوجه عام للإفادة منه.
والحق أشهد أن الترحيب الذى قوبل به الجزء الأول في الأوساط العلمية في مصر، وفى المشرق والمغرب على حد سواء، وأن التشجيع الذى لقيته من الأصدقاء والزملاء؛ أشهد أن هذا كله كان له في نفسى الأثر أطيب الأثر مما دفعنى إلى الاستمرار قدما في سبيل إنجاز هذا الكتاب.
وقد تفضل بعض الزملاء والأصدقاء من أساتذة التاريخ فنقدوا الجزء الأول مشجعين ومقرظين، فنقده أستاذى الجليل لدكتور محمد مصطفى زيادة أستاذ