للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما سمع المدبرون للملك الصالح (١) إسماعيل بن نور الدين - رحمه الله - (١) بملك الملك الناصر دمشق سقط في أيديهم، وأيقنوا بذهاب البلاد، فراسلوا سيف الدين غازى بن [قطب الدين] (٢) مودود بن زنكى صاحب الموصل وأرسلوا إلى السلطان الملك الناصر الأمير قطب الدين ينال (٣) بن حسّان - صاحب منهج - برسالة فيها غلظ وتعنيف، وقال للسلطان فيما قاله:

«هذه السيوف التي (٤) ملكتك مصر - وأشار إلى سيفه - تردّك، وعما تصديت له تصدّك»، فحلم عنه السلطان وتغافل، وذكر أنه إنما وصل لترتيب الأمور وتربية الملك الصالح، وإخراج الأمراء أولاد الداية من الاعتقال، فقال له قطب الدين:

«أنت تريد الملك لنفسك، وليس مقصودك غير ذلك، والمصلحة أنك ترجع من حيث جئت، ولا تطمع فيما ليس لك فيه مطمع»، فأظهر له السلطان التبسم، ولم يقابله إلا باللين والرفق (٥).


(١) ما بين الرقمين ساقط من س.
(٢) ما بين الحاصرتين عن ص.
(٣) كذا في الأصل، وفى (الروضتين ج ١، ص ٢٣٧)، وهو في س: «عثمان»، وصيغة الأصل هى الصحيحة، وقد ذكر صاحب الروضتين هذا الحادث وهذا الحديث نقلا عن ابن أبى طى.
(٤) س (٦٣ ب): «إلى مملكتك» والأصل: «الذى ملكتك»، وقد صححت بعد مراجعة الروضتين.
(٥) تكاد تجمع المراجع على أن صلاح الدين كظم غيظه عند سماعه حديث ينال القاسى، وأنه قابله بالرفق واللين، إلا أن صاحب مرآة الزمان (ص ٣٢٨) يذكر أن صلاح الدين غضب عند سماع هذا الحديث وقال لينال: «والله لولا أنك رسول لضربت عنقك، والله ما جئت إلى هاهنا شرها ولا طمعا في الدنيا، وفى مصر كفاية، وما جئت إلا لأستقذ هذا الصبى من يد مثلك وأمثالك، فأنتم سبب زوال دولته، ثم طرده بغير جواب، فعاد إلى حلب».

<<  <  ج: ص:  >  >>