للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لا تقر عليه نفس، ودان ببدعة صعبة، ودعا إلى قبر أبيه وسماه كعبة، وأخذ أموال الرعايا [المعصومة] (١) وأجاحها، وأحل الفروج المحرمة وأباحها.

فصل: ولنا بالمغرب أثر أغرب، (٢) قد ملكنا مما تجاور منه بلادنا بلادا تزيد مسافتها على شهر، وسيرنا [إليها] عسكرا بعد عسكر، رجع بنصر بعد نصر، من مشاهيرها: برقة، قفصة، قسطيلية، توزر؛ كل هذه تقام فيها الخطبة لمولانا المستضىء بنور الله، سلام الله عليه ".

(١٨١) ثم ذكر تشتت بلاد الشام بعد وفاة نور الدين، وطمع العدو فيها لاختلاف الآراء، (٢) " وأن كل قلعة قد حصل فيها صاحب، وكل جانب قد طمح إليه طالب، وساءت السيرة، وخبثت السريرة ".

فصل: " (٢) وعرفنا أن البيت المقدس إن لم تتيسر الأسباب لفتحه، وأمر الكفر إن لم نجرد العزم لقلعه، وإلا نبتت عروقه، واتسعت على المسلمين (٣) خروقه، وكانت الحجة لله قائمة، وهمم القادرين بالقعود آثمة، وإنا لا نتمكن بمصر منه مع بعد المسافة، وانقطاع العمارة، وكلال الدواب التي بها على الجهاد قوة، وإذا جاوزناه كانت المصلحة بادية، والمنفعة جامعة، واليد قادرة، والبلاد قريبة، والغزوة ممكنة، والميرة متسعة، والخيل مستريحة، والعساكر كثيرة [الجموع] (١).

(٢) وإذا شد رأينا حسن الرأى ضربنا بسيف يقطع في غمده، وبلغنا المنى بمشيئة الله، ويد كل مسلم (٤) تحت برده، واستنقذنا أسيرا من المسجد الأقصى، الذى أسرى الله إليه بعبده "


(١) ما بين الحاصرتين عن الروضتين.
(٢) قبل هذا اللفظ في الروضتين فقرات أسقطها ابن واصل اختصارا.
(٣) الروضتين (ص ٢٤٣): " على أهل الدين ".
(٤) في (الروضتين، ج ١، ص ٢٤٣): " مؤمن ".

<<  <  ج: ص:  >  >>