للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بلاده، وأمّنهم، ثم غدر بهم وأسرهم، فدخل السلطان بلادهم، وأوغل بها، فخاف ابن لاون، وأحرق السلطان قلعة شامخة حصينة تعرف بالمناقير (١)، وبادر المسلمون إلى إخراج ما فيها من الغلات والآلات، وتقووا بها، وتمموا هدمها إلى الأساس، فخضع ابن لاون وذل، ودخل تحت طاعة السلطان، وأطلق ما بيده من الأسارى، ورجع السلطان مؤيدا مظفرا منصورا، ووصل إلى حماة في أواخر جمادى الآخرة.

ومدحه جمال الدين أبو غالب محمد بن سلطان بن الخطاب (٢) المقرىء بقصيدة منها:

لقد جمّل الله منك الورى ... بأوفى مليك وفّى هجان

تهشّ إلى نغمات السيو ... ف في الهام، لا نغمات القيان

أزرت (٣) ابن لاون لأواءه، ... فأضحى به خبرا عن عيان

ودان من الذلّ لا يرعوى، ... حذارا من الراعقات اللدان

فلا قدم عنده للثبا ... ت، وليس له بسطاكم يدان

وأخلى (٤) إليكم مناقيره، (٥) ... وغادر للهدم تلك المبانى

وأرسل بالأسراء العنا ... ة يسأل إطلاقه، فهو (٦) عانى


(١) الأصل: «بالما يغير»، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٦).
(٢) لم أعثر له على ترجمة فيما بين يدى من مراجع.
(٣) الأصل: «أرمت»، وما هنا صيغة (الروضتين، ج ٢، ص ١٦).
(٤) الأصل: «أخلا».
(٥) الأصل: «لهيبتك الما يغير»، والتصحيح عن الروضتين.
(٦) الأصل: «وهو» وما هنا عن الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>