للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٢٤] رتقت بعزمك والمكرما ... ت فتوقا من الأرتقى (١) الهجان

ورعت أبن سلجوق (٢) في ملكه، ... فقعقع من رعبه بالشنان (٣)

وذكر القاضى بهاء الدين بن شداد - رحمه الله - أن دخول السلطان بلاد الأرمن كان لأن رسل قلج أرسلان بن مسعود - صاحب قونية وملطية - أتوه يلتمسون منه الموافقة، ويستغيثون من أبن لاون (٤) الأرمنى، فدخل إلى بلاد الأرمن لنصرة قلج أرسلان عليه، [ونزل بقره حصار وأخذ عسكر] (٥) حلب في خدمته، لأنه كان اشترط ذلك عليهم في الصلح، فاجتمعوا على النهر الأزرق - بين بهسنا وحصن منصور - وعبر منه إلى النهر (٦) الأسود، [و] طرق (٧) بلاد أبن لاوون، وأخذ منهم حصنا وأخربه، فبذلوا له أسارى، والتمسوا منه الصلح، وعاد عنهم، ثم راسله قلج أرسلان في صلح الشرقيين بأسرهم، واستقر الصلح عاشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودخل في الصلح قلج أرسلان والمواصلة وأهل ديار بكر، وكان ذلك على نهر شيخة (٨)، وهو نهر يرمى إلى الفرات.

ثم سار السلطان إلى دمشق.


(١) الأصل: «الارتقا»، والتصحيح عن الروضتين.
(٢) الأصل: «سلجق».
(٣) في الروضتين: «ففعفع من رعبه بالشنان»، وفى الأصل هنا «بالسنان»، وفى اللسان: «في المثل: فلان لا يقعقع له بالشنان أي لا يخدع ولا يروع».
(٤) هو ليون الثانى صاحب أرمينية: (Leo II Roupenian Prince of Armenia)
أنظر: (RUNCIMAN : op .cit .vol .٢. P. ٤٣٠).
(٥) الأصل مضطرب غير مفهوم ونصه: «وترك معرى من عمل حلب»، وقد صححت العبارة عن: (ابن شداد: السيرة اليوسفية، س ٤٣) وهو الأصل المنقول عنه هنا.
(٦) الأصل: «الحصن الأسود» وقد صحح عن المرجع السابق. وقد عرف (ياقوت: معجم البلدان) نهر الأزرق بأنه نهر بالثغر بين بهسنا وحصن منصور في طرف بلاد الروم من جهة حلب؛ ثم قال: ونهر الأسود نهر قريب من الذى قبله في طرف بلاد مصيصة وطرسوس.
(٧) الأصل: «طرف» وقد عدلت وزيدت الواو ليستقيم بها المعنى.
(٨) كذا في الأصل، وفى (الروضتين، ج ٢، ص ١٧) نقلا عن ابن شداد؛ وهو في الطبعة التي بين يدى من ابن شداد - وهى كثيرة الأخطاء -: «نهر سبخة سنخة»، ولم أجد لهذا النهر ذكرا عند ياقوت لضبط اسمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>