(٢) وزع الأسرى على المدن الكبرى ليشهروا بها ثم يقتلوا، وقد شاهد الرحالة ابن جبير عند نزوله بالاسكندرية الموكب الذى شهرقيه بعض هؤلاء الأسرى، ووصف الحادثة وصفا فيه تكملة للمعلومات الواردة هنا، قال في (الرحلة، ص ٥٨ - ٦٠): «. . . لما حللنا الاسكندرية في الشهر المؤرخ (ذو الحجة سنة ٥٧٨ هـ) أولا عاينا مجتمعا من الناس عظيما برزوا لمعاينة أسرى من الروم أدخلوا البلد راكبين على الجمال ووجوههم إلى أذنابها، وحولهم الطبول والأبواق، فسألنا عن قصتهم، فأخبرنا بأمر تتفطر له الأكباد إشفاقا وجزنا، وذلك أن جملة من نصارى الشام اجتمعوا وأنشأوا مراكب في أقرب المواضع التي لهم من بحر القلزم، ثم حملوا أنقاضها على جمال العرب المجاورين لهم بكراء اتفقوا معهم عليه، فلما حصلوا بساحل البحر سمروا مراكبهم، وأكلوا إنشاءها وتأليفها، ودفعوها في البحر وركبوها قاطعين بالحجاج، وانتهوا إلى بحر النعم (اليمن) فأحرقوا فيه نحو ستة عشر مركبا، وانتهوا إلى عيذاب =