للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورجوا أن تشحذ البصائر آية [كآية] (١) هذا البيت إذ قصده أصحاب الفيل، ووكلوا إلى الله الأمر وكان حسبهم ونعم الوكيل، وكان للفرنج مقصدان:

أحدهما قلعة أيلة التي هى على فوهة بحر الحجاز [و] (١) مداخله، والأخرى الخوض في هذا البحر الذى تجاوره بلادهم [من] (١) سواحله، وانقسموا (٢) فرقتين، وسلكوا الطريقين؛ [٢٤١] فأما الفريق الذى قصد قلعة أيلة فإنه قدر أن يمنع أهلها [من] (١)، مورد الماء الذى به قوام الحياة، ويقابلهم بنار العطش المشبوب الشباه، وأما الفريق القاصد سواحل الحجاز واليمن فقدر أن يمنع طريق الحاج عن حجه، ويحول بينه وبين ثجه، [ويأخذ تجار اليمن، وأكارم عدن] (١)، ويلم بسواحل الحجاز، فيستبيح - والعياذ بالله - المحارم، ويهيج جزيرة العرب بعظيمة دونها العظائم ".

" وكان الأخ سيف الدين بمصر قد عمّر مراكب، وفرقها على الفرقتين (٣) وأمرها بأن تطوى وراءهم الشقتين فأما السائرة إلى قلعة أيلة فمنها انقضت على مرابطى منع الماء انقضاض الجوارح على بنات الماء، فقذفتها قذف شهب السماء مسترقى سمع الظلماء، [فأخذت مراكب العدو برمتها، وقتلت أكثر مقاتلتها، إلا من تعلق بهضبة وما كاد، أو دخل في شعب وما عاد، فإن العربان اقتصوا آثارهم، والتزموا إحضارهم، فلم ينج منهم إلا من ينهى عن المعاودة، ومن قد علم أن أمر الساعة واحدة] (١) ".

" وأما السائرة إلى بحر الحجاز فتمادت في الساحل الحجازى إلى غابر (٤) إلى سواحل الحوراء، [فأخذت تجارا وأخافت رفاقا، ودلها على غوارب البلاد من الأعراب من هو أشد كفرا ونفاقا] (١)، فهناك وقع عليها أصحابنا، وأخذت


(١) ما بين الحاصرتين زيادات عن النص الوارد في (١١ الروضتين، ج ٢، ص ٣٧).
(٢) الأصل: «واقتسموا»: والتصحيح عن الروضتين.
(٣) الأصل: «وفرقها فرقتين» وما هنا عن الروضتين.
(٤) في الروضتين: «رابغ سواحل الحوراء».

<<  <  ج: ص:  >  >>