للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى أتاها صلاح الدين فانصلحت ... بعد الفساد، كما صحّت من الوصب

واستعمل الجد فيها غير مكترث ... بالجد، حتى كان الجدّ كاللعب (١)

وقد حواها فأعطى بعضها هبة، ... فهو الذى يهب الدنيا، ولم يهب

يعطى الذى أخذت منه ممالكه، ... وقد يمنّ على المسلوب بالسّلب (١)

ثم كتب السلطان إلى الديوان العزيز بالإنشاء الفاضلى في معنى فتح آمد يقول فيه:

" فصل: (٢) وهو يتوقع في جواب هذا الفتح أن يمد بجيش هو الكلام، ورماح هى الأقلام، ونصر هو وافد العز (٣)، ورشد (٤) هو فك الحجز (٥)، وليس ذلك لوسائل من دولة أقامها بعد ميل عروشها، ولا دعوة قام فيها بعد ما تصاغرت دونه همم جيوشها، ولكن لأن (٦) هذه الجزيرة الصغيرة [منها تنبعث الجزيرة الكبيرة و] (٧) هى دار الفرقة ومدار الشقة، فلو انتظمت في السلك لانتظم جميع عسكر الإسلام في قتال الشرك، وكان الكفر يلقى يديه (٨) وينقلب على عقبيه، ويغشاه الإسلام من خلفه ومن بين يديه، ويغزى من مصر برا وبحرا، ومن بلاد الشام سرا وجهرا، ومن الجزيرة مدا وجزرا (٩) ".


(١) هذا البيت لم يرد في الروضتين.
(٢) كذا في الأصل، وفى (الروضتين، ج ٢، ص ٤١)، وفى س (١٤٢ ب): «وقد»
(٣) كذا في الأصل، وفى س، والروضتين: (الأمر).
(٤) س: «ورسل»، والروضتين: «وترشيد».
(٥) س والروضتين: «الحجر».
(٦) الأصل وس: «الآن»، والتصحيح عن الروضتين.
(٧) ما بين الحاصرتين عن الروضتين.
(٨) الأصل: " تكف أيديه "، وس: " وكان كف يديه "، والتصحيح عن الروضتين.
(٩) س: " وحسرا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>