للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البوق (١) ولم يستعمل في مرضه هذا دواء توكلا على الله تعالى، وكان مولده سنة ثمان وخمسمائة.

ثم خرج السلطان من دمشق في شعبان من هذه السنة، وخيم على سعسع، وأمر ابن أخيه الملك المظفر أن يرجع بالعسكر إلى مصر، فسار في منتصف الشهر ثم رجع السلطان إلى دمشق فصام بها شهر رمضان، ورجع كل عسكر إلى بلده.

وكانت رسل الخليفة لما قدموا على السلطان أفاضوا عليه الخلع، فلبسها وألبس أخاه الملك العادل وابن عمه ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه خلعا جاءت لهم، ثم خلع السلطان خلعة الخليفة على نور الدين قرا أرسلان - صاحب الحصن -، وأعطاه دستورا، فسار إلى بلاده.

وفى هذه السنة - أعنى سنة ثمانين وخمسمائة - كتب السلطان لزين الدين يوسف بن زين الدين على كوجك منشورا بإربل وما يجرى معها من البلاد والقلاع، وذلك لما انفرد زين الدين عن صاحب الموصل واعتزى إلى السلطان، ومن جملة المنشور:

" أن الله لما مكّن لنا في الأرض، ووفّقنا في إعزاز الحق وإظهاره لأداء الفرض، رأينا أن نقدّم فرض الجهاد في سبيل الله فنوضح سبيله، ونقبل على إعلاء الدين وننصر قبيله، وندعو أولياء الله من بلاد الإسلام إلى غزو أعدائه، ونجمع كلمتهم في رفع كلمته العليا [في أرضه] (٢) على استنزال نصره (٣) من سمائه، فمن ساعدنا على أداء هذه الفريضة، واقتناء [هذه] (٢) الفضيلة،


(١) كذا بالأصل، والذى ذكره ابن القادسى (المرجع السابق) أن صدر الدين توفى في رجب برحبة مالك بن طوق، ودفن في قبة إلى جنب قبر الشيخ موفق الدين محمد بن المتقنة الرحبى.
(٢) ما بين الحاصرتين عن نص المنشور الوارد في (الروضتين، ج ٢، ص ٦٠).
(٣) في الروضتين: «نصر».

<<  <  ج: ص:  >  >>